کد مطلب:39882 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:265

مقدمة المؤلّف











الحمد للَّه الّذی جعل من صلاح هذه الاُمّة نصب الإمام العادل [1] ، وأعلی [2] ذكر مَن اختاره لولایتها، فهو علیٌّ فی العاجل والآجل، أحمدهُ فی البكر[3] والأصائل، واُصلّی علی نبیّه محمدٍ صلی الله علیه وآله سیّد الأواخر والأوائل، المختار من الصفوة والأطایب، والحال من صمیم العرب فی أعلی الذوائب، من هجرة[4] مرّة بن كعب بن لؤی بن غالب [5] ، وعلی آلهِ [6] ، وأزواجِهِ [7] ، واصحابه [8] ،

وذرّیاتِهِ [9] أهلِ الشرفِ والمراتب المسطّر ذكرهُم فی الكتابِ تسطیراً المنزلِ فیهم

(إِنَّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیرًا)[10] .

وبعدُ: فعنّ لی أن أذكر فی هذا الكتاب فصولاً مهمّةً فی معرفة الأئمّة، أعنی الأئمّة الاثنی عشر الّذین أوّلهم أمیر المؤمنین علیّ المرتضی ، وآخرهم المهدیّ المنتظر، یتضمّن شیئاً من ذكرِ مناقبهم الشریفة، ومراتبهم العالیة المنیفة، ومعرفة أسمائهم، وصفاتهم، وآبائهم، واُمّهاتهم، وموالیدهم ووفاتهم، وذكر مدّة أعمارهم، وأسماء حجّابهم وشعرائهم، خالیاً عن الإسهاب المملّ والاختصار[11] المخلّ، احترازاً عن الإكثار المسئم، إلی الإیجاز[12] المفهم. ولن یعرف شرفه إلّا مَن وقف علیه فعرفه مَن عرفه. وعقدتُ لكلّ إمام منهم فصلاً، یشتمل كلّ فصلٍ علی ثلاثة فصول: الأوّل منها فی عدّة فصول:

الفصل الأوّل منها: فی ذكر بحر الخضمّ الأطمّ [13] ، والطود الأشمّ [14] ، أخی الرسول [15] ،

وبعل البتولِ [16] ،

وسیف اللَّه المسلول، مُفرّق الكتائبِ [17] .


ومظهر العجائبِ [18] .

لیث بنی غالب [19] أمیر المؤمنینَ علیّ بن أبی طالبٍ.

الفصل الثانی: فی ذكر ابنه الحسن.

الفصل الثالث: فی ذكر أخیه الحسین.

الفصل الرابع: فی ذكر ابنه زین العابدین علیّ بن الحسین.

الفصل الخامس: فی ذكر ابنه محمّد الباقر.

الفصل السادس: فی ذكر ابنه جعفر الصادق.

الفصل السابع: فی ذكر ابنه موسی الكاظم.

الفصل الثامن: فی ذكر ابنه علیّ بن موسی الرضا.

الفصل التاسع: فی ذكر ابنه محمّد بن علیّ الجواد.

الفصل العاشر: فی ذكر ابنه أبی الحسن علیّ الهادی.

الفصل الحادی عشر: فی ذكر ابنه الحسن العسكری.

الفصل الثانی عشر: فی ذكر ابنه محمّد القائم المهدی.

وسمّیته ب «الفصول المهمّة فی معرفة الأئمّة» رضوان اللَّه علیهم أجمعین، أجبت فی ذلك سؤال الأعزّة من الأصحاب والخلّص من الأحباب [20] ، بعد أن جعلت ذلك لی عند اللَّه ذخیرة ورجاء فی التكفیر[21] لما أسلفته من جریرة واقترفته من صغیرةٍ أو كبیرة، وذلك لما اشتمل علیه هذا الكتاب فی ذكر مناقب أهل البیت الشهیرة ومآثرهم الأثیرة، ولربَّ ذی بصیرةٍ قاصرة وعینٍ من إدراك الحقایق حاسرة یتأمّل ما ألّفته ویتعرّض [22] ماجمعته ولخّصته، فحمله [23] طرفه المریض وقلبه المهیض إلی أن ینسبنی فی ذلك إلی الترفّض [24] .

حكی الشیخ الإمام العلّامة المحدّث بالحرم الشریف جمال الدین محمّد بن یوسف الزرندی [25] فی كتابه المسمّی ب «درر السمطین فی فضائل المصطفی والمرتضی والسبطین»[26] أنّ الإمام العلّامة المعظّم، والحبر الفهّامة المكرّم، أحد الأئمّة الأعلام المتتبّعین، المقتدی بهم فی اُمور الدین، محمّد بن إدریس الشافعی [27] ، المطّلبی لمّا صرّح بمحبة أهل البیت قیل فیه ما قیل، وهو السیّد الجلیل، فقال مجیباً عن ذلك شعراً:


إذا نحن فضّلنا علیاً فإنّنا
روافض بالتفضیل عند ذوی الجهل


وفضل أبی بكر إذا ما ذكرته
رُمیتُ بنصبٍ عند ذكری للفضل


فلا زلتُ ذا رفضٍ ونصبٍ كلاهما
بحبِّهما حتّی اُوسد فی الرمل


وقال أیضاً:

قالوا[28] : ترفّضت قلت: كلا
ما الرفض دینی ولا اعتقادی


لكن تولّیت دون[29] شكٍّ
خیرَ إمامٍ وخیر هاد


إن كان حبّ الوصیّ [30] رفضاً
فإنّنی أرفَضُ العباد


وقال أیضاً:


یا راكباً قف بالمحصّب من منی
واهتف بقاعد[31] خیفها والناهض


سحراً إذا فاض الحجیج إلی منی
فیضاً كملتطم الفرات الفائض [32] .


إن كان رفضاً حبّ آل محمّدٍ
فلیشهد الثقلان أ نّی رافضی[33] .


وحكی قاضی القضاة تاج الدین عبدالوهّاب السبكی [34] فی طبقاته الكبری ، عن السیّد الجلیل والإمام الحفیل أبی محمّد عبدالرحمن النَسائی [35] - أحد أئمّة الحدیث المشهور اسمه وكتابه- أ نّه لمّا دخل إلی دمشق وصنّف بها كتاب الخصائص فی

فضل علیّ كرّم اللَّه وجهه اُنكر علیه ذلك، وقیل له: لم لا صنّفت فی فضائل الشیخین [36] ؟ فقال: دخلت إلی دمشق والمنحرف فیها عن علیّ كثیر، فصنّفت كتاب الخصائص رجاء أن یهدیهم اللَّه تعالی به. فدفعوه فی خاصرته[37] وأخرجوه من المسجد، ثمّ مازالوا به حتّی أخرجوه من دمشق إلی الرملة، فمات بها رحمه الله.

قال قاضی القضاة تاج الدین السبكی المشار إلیه، قال: سألت شیخنا أبا عبداللَّه الذهبی الحافظ:[38] أیّهما أحفظ: مسلم بن الحجّاج [39] صاحب الصحیح أو النَسائی؟ فقال: النَسائی، ثمّ

ذكرت ذلك للشیخ الإمام الوالد فوافق علیه. وكان ابن الحدّاد[40] أحد أئمة الشافعیة، كثیر الحدیث والحفظ له، ولم یحدّث عن غیر النَسائی، وقال: رضیت به حجّةً بینی وبین اللَّه تعالی.[41] انتهی ملخّصاً.

وحكی الإمام أبو بكر البیهقی [42] فی الكتاب الّذی صنّفه فی مناقب الإمام الشافعی: أنّ الإمام الشافعی قیل له [43] : إنّ اُناساً لا یصبرون علی سماع منقبةٍ أو فضیلةٍ تُذكر لأهل البیت قطّ! وإذا رأوا أحداً یذكر شیئاً من ذلك قالوا: تجاوزوا عن هذا[44] فهذا رافضی، فأنشأ الشافعی یقول:[45] .


إذا فی مجلسٍ ذكروا[46] علیاً
وسبطیه وفاطمة الزكیه


یقال:[47] تجاوزوا یا قوم عنه[48] .
فهذا من حدیث الرافضیه


برئت إلی المهیمن من اُناسٍ
یرون الرفض حبّ الفاطمیه









  1. الإمام لغةً: الإنسان الّذی یُؤتمّ به ویُقتدی بقوله أو فعله،محقّاً كان اُم مبطلاً، وجمعه: أئمّة، وإمام كلّ شی ء: قیِّمه والمصلحٍ له، والقرآن الكریم إمام المسلمین، و یعنی المثال، والخیط الّذی یمدّ علی البناء، و یعنی الخشبة،أی خشبة البنّاء یسوّی علیها البناء، وتعنی الحادی إمام الإبل؛ لأنّه الهادی لها. (انظر لسان العرب مادّة «اُمّ»، ومحیط المحیط للمعلّم بطرس البستانی: 16 ط لبنان، المفردات للراغب الإصفهانی: 24).

    وقد وردت كلمة «الإمام» فی آیاتٍ كثیرةٍ من القرآن الكریم، منها: (یَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسِ م بِإِمَمِهِمْ فَمَنْ أُوتِیَ كِتَبَهُ و بِیَمِینِهِ ی فَأُوْلئكَ یَقْرَءُونَ كِتَبَهُمْ وَ لَا یُظْلَمُونَ فَتِیلاً) الإسراء: 71. وقال تعالی : (قَالَ إِنِّی جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا) البقرة: 124. وقال تعالی : (وَ مِن قَبْلِهِ ی كِتَبُ مُوسَی إِمَامًا وَرَحْمَةً) هود: 17. وقال تعالی : (وَ جَعَلْنَهُمْ أَلِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنَا) الأنبیاء: 73. وقال تعالی : (فَقَتِلُواْ أَلِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لآَ أَیْمَنَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ یَنتَهُونَ) التوبه: 12. وقال تعالی : (وَ جَعَلْنَهُمْ أَلِمَّةً یَدْعُونَ إِلَی النَّارِ وَ یَوْمَ الْقِیَمَةِ لَا یُنصَرُونَ) القصص: 41. وقال تعالی : (وَ جَعَلْنَا مِنْهُمْ أَلِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُواْ...) السجدة: 24. وقال تعالی: (وَ اجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِینَ إِمَامًا) الفرقان: 74. وقال تعالی: (فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَ إِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِینٍ) الحجر: 79.

    ومن خلالِ التأمّل فی الآیات الكریمة و معانی اللغویّین یظهر لنا أنّ كلمة «الإمام» تدلّ علی معانٍ كثیرةٍ تفید: القیادة، والزعامة، والقدوة، والرئیس، والقیّم، والمصلح، والهادی.

    أمّا اصطلاحاً- كما ذكر المحقّق الحلّی فی شرح الباب الحادی عشر: 42، وشرح التجرید للقوشجی: 274- فهی: رئاسة عامّة فی اُمور الدین والدنیا لشخص من الأشخاص نیابة- خلافة- عن النبی صلی الله علیه وآله. أو كما ذكر صاحب المواقف: 345 هی: خلافة الرسول فی إقامة الدین بحیث یجب اتّباعه علی كافّة الاُمة. أو- كما قال ابن خلدون فی مقدّمته: 191- هی: نیابة عن صاحب الشریعة فی حفظ الدین وسیاسة الدنیا.

    وقد ذكر الإمام علیّ بن موسی الرضا علیه السلام وصفاً دقیقاً للإمامة بالمعنی الشرعی نذكرُ بعضاً منه.

    قال علیه السلام: إنّ الإمامة هی منزلة الأنبیاء، و إرث الأوصیاء. إنّ الإمامة خلافة اللَّه، و خلافة الرسول صلی الله علیه وآله، و مقام أمیر المؤمنین علیه السلام، ومیراث الحسن والحسین علیهما السلام. إنّ الإمامة زمام الدین ونظام المسلمین، وصلاح الدنیا، وعزّ المؤمنین. إنّ الإمامة اُسّ الإسلام النامی وفرعه السامی، بالإمام تمام الصلاة والزكاة والصیام والحجّ والجهاد، وتوفیر الفی ء والصدقات، وإمضاء الحدود والأحكام، ومنع الثغور والأطراف.

    الإمام یحلّ حلال اللَّه، ویحرّم حرام اللَّه، ویقیم حدود اللَّه، ویذبّ عن دین اللَّه، ویدعو إلی سبیل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة، والحجّة البالغة. (الكافی: 1 / 200).

    إنّ اختیار الإمام یعود إلی اللَّه وحده، فالشیعة وأكثر المعتزلة متّفقون علی وجوب الإمامة والخلافة العامّة عن طریق العقل و الشرع، ولذا یقول النظّام: لا إمامة إلّا بالنصّ والتعیین ظاهراً مكشوفاً، وقد نصّ النبیّ صلی الله علیه وآله علی علیٍّ علیه السلام فی مواضع، و أظهره إظهاراً لم یشتبه علی الجماعة. (الملل والنحل للشهرستانی: 1 / 57 مطبعة مصطفی البابی بمصر 1961).

    ولهذا فهی رئاسة عامّة إلهیة، خلافة عن رسول اللَّه صلی الله علیه وآله فی اُمور الدین والدنیا، و تولّی السلطة المطلقة الّتی كانت للنبی صلی الله علیه وآله دون استثناء.

    إذن الإمام هو ذلك الإنسان المعیّن من قبل اللَّه تعالی لهدایة الناس، و شرطه: أن یكون معصوماً من الذنوب، وقد نصّ علی الإمام علیّ علیه السلام من الكتاب بآیاتٍ نذكر عدّة منها: (وَ أَنذِرْ عَشِیرَتَكَ الْأَقْرَبِینَ) الشعراء: 214. وقال تعالی: (إِنَّمَا وَلِیُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ و وَالَّذِینَء َامَنُواْ الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلَوةَ وَیُؤْتُونَ الزَّكَوةَ وَهُمْ رَ كِعُونَ) المائدة: 55.

    قال العلّامة الحلّی فی كتاب كشف المراد: والاستدلال بهذه الآیة یتوقّف علی مقدّمات:

    إحداها: إنّ لفظة «إنّما» للحصر، ویدلّ علیه المنقول والمعقول، أمّا المنقول فلإجماع أهل العربیة علیه، وأمّا المعقول فلأنّ لفظة «إنّ» للإثبات، و «ما» للنفی قبل التركیب، فیكون كذلك بعد التركیب عملاً بالاستصحاب، وللإجماع علی هذه الدلالة، ولا یصحّ تواردهما علی معنیً واحد، ولا صرف الإثبات إلی غیر المذكور والنفی إلی المذكورِ للإجماع، فبقی العكس، وهو صرف الإثبات إلی المذكور، والنفی إلی غیره، وهو معنی الحصر.

    الثانیة: إنّ الولی یفید الأولی بالتصرّف، والدلیل علیه نقل أهل اللغة واستعمالهم، كقولهم: السلطان ولیّ من لا ولیّ له، وكقولهم: ولیّ الدم وولیّ المیت، وكقوله علیه السلام: أیّما امرأة نكحت بغیر إذن ولیّها فنكاحها باطل.

    الثالثة: إنّ المراد بذلك بعض المؤمنین، لأ نّه تعالی وصفهم بوصفٍ مختصًّ ببعضهم، ولأ نّه لولا ذلك للزم اتّحاد الولیّ والمولّی علیه.

    وإذا تمهّدت هذه المقدّمات فنقول: المراد بهذه الآیات هو علیّ علیه السلام؛ للإجماع الحاصل علی أنّ من خصّص بها بعض المؤمنین قال: إنّه علیّ علیه السلام، فصرفها إلی غیره فرق للإجماع، ولأ نّه علیه السلام إمّا كلّ المراد أو بعضه للإجماع، وقد بیّنّا عدم العمومیة، فیكون هو كلّ المراد، ولأنّ المفسّرین اتّفقوا علی أنّ المراد بهذه الآیة «علیّ» علیه السلام لانه لمّا تصدّق بخاتمه حال ركوعه نزلت هذه الآیة فیه، ولا خلاف فی ذلك. (كشف المراد: 368).

    وانظر: إعلام الوری: 168. وجواهر النقدین فی فضل الشرفین: 3 / 534 نقلاً عن الإحقاق، واللوامع الإلهیة: 276، والعمدة لابن البطریق: 124، والخصائص له: 66، والصراط المستقیم للعلّامة البیاضی: 1 / 265، وتلخیص الشافی للشیخ الطوسی: 2 / 10، وتقریب المعارف للشیخ أبی الصلاح الحلبی: 127، والغدیر للعلّامة الأمینی: 3 / 163، والمراجعات للسیّد شرف الدین: 235، ودلائل الصدق للشیخ المظفّر: 2/342، وكشف الغمّة: 1 / 62، وغیر ذلك تحمل ما یقارب هذا المضمون السابق.

    وأمّا من السنّة النبویة فهی كثیرة، نذكرُ بعضاً منها للاختصار:

    قال الرسول صلی الله علیه وآله: أما ترضی أن تكون منّی بمنزلة هارون من موسی إلّا أ نّه لا نبی بعدی، إنّه لا ینبغی أن أذهب إلّا وأنت خلیفتی. (الصواعق المحرقة لابن حجر: 29، صحیح البخاری: 2 / 324، صحیح مسلم فی فضائل علیّ: 324، المستدرك للحاكم النیسابوری: 3 / 109، مسند ابن ماجة: 1 / 28، مسند الإمام أحمد: 1 / 175 و177 و179 و182 و331 و369، كنز العمّال: 6 / 152 ح 2504، وتلخیص الحافظ الذهبی علی المستدرك: 3 / 133، وخصائص النسائی: 17، والإصابة لابن حجر: 4 / 568، وینابیع المودّة للقندوزی: 2 / 58).

    وقال صلی الله علیه وآله: من كنت مولاه فهذا علیٌّ مولاه. (تذكرة الخواصّ لسبط ابن الجوزی: 30، وصحیح مسلم: 7 / 123، وخصائص النسائی: 39، المناقب لابن المغازلی: 30، وذخائر العقبی للمحبّ الطبری: 67، وكنزالعمّال للمتقی الهندی: 1/167،والجامع لأحكام القرآن للقرطبی: 18/287، وشواهد التنزیل للحاكم النیسابوری: 1 / 162، والملل والنحل للشهرستانی: 1 / 162، وسرّ العالمین للغزالی: 10، والإصابة لابن حجر: 2 / 15، و: 4، 567، والخطط للمقریزی: 2 / 92، ومسند أحمد: 1 / 221، و: 2 / 438، و:3/110، و: 4 / 438، و: 5 / 256 و 347، وكتاب الاعتقاد للبیهقی: 204، والمستدرك: 3 / 111).

    وحدیث الثقلین: (صحیح مسلم: 4 / فضائل علیّ ح 36 و 37، وسنن الترمذی: 5 / باب 32، وسنن الدارمی: 2 / فضائل القرآن، وخصائص النسائی: 50، وذخائر العقبی للمحبّ الطبری: 16، وتذكرة الخواصّ: الباب 12، واُسد الغابة: 2 / 12، وتاریخ الیعقوبی: 2 / 102، والمستدرك علی الصحیحین: 3 / 109، ومسند أحمد: 3 / 17 و 5 / 181 و 371، والصواعق المحرقة: 25 المطبعة المیمنیة بمصر، وص: 41 المطبعة المحمّدیة بمصر، ومجمع الزوائد: 9 / 164، وتاریخ دمشق لابن عساكر: 2 / 45 ح 545، وكنز العمّال: 1 / 168 ح 959 الطبعة الاُولی ، وینابیع المودّة: 37 طبع إسلامبول... الخ).

    وحدیث السفینة: (الصواعق المحرقة لابن حجر: 184 المطبعة المحمّدیة بمصر، و 111-140 المطبعة المیمنیة بمصر، إسعاف الراغبین للصبّان الشافعی: 109، فرائد السمطین: 2 / 246، وذخائر العقبی للطبری الشافعی: 20، ومجمع الزوائد: 9 / 168، والفتح الكبیر للنبهانی: 3 / 133، والمستدرك للحاكم: 2/343، ومنتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد: 5 / 95، وتلخیص المستدرك للذهبی بذیل المستدرك، ونظم درر السمطین للزرندی الحنفی: 235، وینابیع المودّة: 30 و 370 طبع الحیدریة و 27 و 308 طبع إسلامبول).

    والوصیة والدواة والقرطاس: (انظر المصادر السابقة، والمناقب لابن المغازلی: 30، والمیزان للذهبی: 2 / 273، وشرح الهاشمیات لمحمّد محمود الرافعی: 29 الطبعة الثانیة شركة التمدّن بمصر، والریاض النضرة للطبری الشافعی: 2 / 234 الطبعة الثانیة، وكنز الحقائق للمناوی الشافعی: 130).

    وهناك أحادیث عدیدة تنصّ علی خلافة أمیر المؤمنین علیه السلام عند الشیعة الإمامیة، أعرضنا عنها للاختصار علی الرغم من تواترها عند الفریقین:

    أمّا رأی أهل السنّة فی الإمامة فإنّها تثبت بالاختیار وبعهد الإمام من قبل، كما صرّح بذلك: الماوردی، والقاضی أبو یعلی فی الأحكام السلطانیة.كلاهما قالا فی كتابیهما: الإمامة تنعقد من وجهین: أحدهما باختیار أهل الحلّ والعقد. والثانی بعهد الإمام من قبله. انظر الأحكام السلطانیة للقاضی الماوردی: 7 11 وهو من فقهاء الشافعیة، والأحكام السلطانیة للشیخ أبی یعلی الفرّاء الحنبلی: 7 / 11 و 20 / 23).

    وقد اختلف العلماء فیما بینهم فی عدد مَن تنعقد به الإمامة علی مذاهب شتّی ، فمنهم من قال: لا تنعقد إلّا بجمهور أهل الحلّ والعقد من كلّ بلد لیكون الرضا به عاماً، و التسلیم لإمامته إجماعاً. وهذا مندفع ببیعة أبی بكر علی الخلافة باختیار من حضرها، ولم ینتظر قدوم الغائب عنها،لسنا بصدد المناقشة فیه.

    ومنهم من قال: تنعقد بخمسةٍ یجتمعون علی عقدها، أو یعقدها أحدهم برضا الأربعة استناداً لبیعة أبی بكر لأنها انعقدت بخمسةٍ اجتمعوا علیها، وهم: عمر بن الخطّاب، وأبو عبیدة بن الجراح، وأسید بن حضیر، و بشیر بن سعد، وسالم مولی أبی حذیفة، ولسنا بصدد المناقشة فیه أیضاً.

    ومنهم من قال: تنعقد بستّة؛ حیث جعل عمر بن الخطّاب الشوری فی ستّةٍ لیعقد لأحدهم برضا الخمسة، وهذا أیضاً مندفع.

    ومنهم من قال: تنعقد بثلاثةٍ یتولّاها أحدهم برضا الاثنین، لیكونوا حاكماً من جهة وشاهدین من جهةٍ اُخری ، كما فی عقد النكاح بولیٍّ وشاهدین.

    وقالت طائفة: تنعقد الإمامة بواحد.

    وقال الفرّاء الحنبلی: إنّها- الإمامة- تثبت بالقهر والغلبة ولا تفتقر إلی العقد.

    انظر المراجع والمصادر التالیة لكی تقف فی المقام علی آراء العلماء والفقهاء من أهل السنّة: الأحكام السلطانیة: 7، الفصل: 4 / 167، ومآثر الإنافة فی معالم الخلافة للقلقشندی: الفصل: 13 / 43، و ج 4: 169، والملل والنحل: 1 / 159، ومقالات الإسلامیین: 68، ومغنی المحتاج: 4 / 131، واُصول الدین للبغدادی: 281، والتمهید لأبی بكر الباقلّانی تحقیق الخضیری وأبو ریدة: 164- 239 ط القاهرة 1366، والمسامرة فی شرح المسایرة: 282، وشرح المواقف: 8 / 353 و 400، وشرح المقاصد: 5 / 233، والإبانة عن اُصول الدیانة: 187 الطبعة الاُولی دمشق 1981، والشافعی- حیاته وعصره لمحمّد أبی زهرة: 121 الطبعة الثانیة القاهرة، والإرشاد للجوینی: 424، وجامع أحكام القرآن للقرطبی: 1 / 269، وابن العربی فی شرحه لسنن الترمذی: 13 / 229، وصحیح مسلم: 6 / 20، وسنن البیهقی: 8 / 158، والاقتصاد فی الاعتقاد: 97، وحاشیة الباجوری علی شرح الغزّی: 2 / 259.

  2. فی (ب): وعلی .
  3. فی (د): البكور.
  4. فی (ج): شجرة.
  5. نسب رسول اللَّه صلی الله علیه وآله:

    هو: محمّد بن عبداللَّه بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبد منافٍ بن قصیّ بن كلابٍ بن مرّة بن كعب بن لؤی بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزیمة بن مُدركة بن الیاس بن مضر بن نِزار بن مَعدّ بن عدنان.

    واسم عبدالمطّلب: عامر، و یقال: شیبة الحمد، واسم أبیه عمرو، ویسمّی هاشماً لهشم الثرید وإطعامه، ویقال له الفیّاض لجوده، ولذا قال الشاعر:


    عمرو الّذی هشم الثرید لقومه
    ورجالُ مكّة مسنتون عجاف


    سنّت إلیه الرحلتان كلاهما
    سفر الشتاء ورحلةُ الأصیاف


    واسم عبد مناف: المُغیرة. واسم قصی: زیدٌ، ویُدعی : مجمِّعاً، لأنه جمع قبائل قریش وأنزلها مكة. وفیه قال الشاعر:


    قصی لعمری كان یدعی مجمِّعا
    بهِ جمع اللَّه القبائلَ من فهر


    كان لعبدالمطّلب بن هاشم من الولد لصلبه: عشرة من الذكور، ومن الإناث سِت بنات.

    فالذكور: عبداللَّه وهو أبو النبی صلی الله علیه وآله، والزبیر، وأبو طالب بن عبد المطلّلب، واسمه: عبدمناف، والعبّاس، وضرار، وحمزة، والمقوِّم، وأبو لهب واسمه عبدالعُزّی ، والحارث، والغیداق واسمه حَجل ویقال: نوفل.

    والإناث: عاتكة، واُمیمة، والبیضاء وهی اُمّ حكیم، وبَرّة، وصفیة، وأَروی .

    انظر: المعارف لابن قتیبة تحقیق ثروة عكاشة: 1 / 117 ط قم منشورات الشریف الرضی، البدایة والنهایة: 4 / 255، تهذیب التهذیب: 2 / 98، اُسد الغابة: 1 / 286، الإصابة: 1 / 248، طبقات ابن سعد: 4 / 28، شرح النهج لابن أبی الحدید: 3 / 407، صفة الصفوة: 1 / 208، الاستیعاب: 1 / 81، حلیة الأولیاء: 1 / 114، معجم ما استعجم للبكری: 1 / 77، صبح الأعشی للقلقشندی: 1 / 355).

  6. یقصد بذلك آل الرسول صلی الله علیه وآله الّذین خصّهم اللَّه بالمكارم والفضائل، ونزّههم عن النقائص بقوله تعالی: (إِنَّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیرًا) الأحزاب: 33. وفرض مودتهم علی جمیع المسلمین بقوله تعالی: (قُل لَّآ أَسَْلُكُمْ عَلَیْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبَی ) الشوری: 23.

    وما أحسن قول الصاحب بن عبّادٍ فیهم حیث قال: هم- واللَّه- الشجرة الطیبة، والغمامة الصیّبة، والعلم الزاخر، والبحر الّذی لیس یدرك له آخر الفضل العلوی، والفخر الحسنی، والإباء الحسینی، والزهد الزینبی، والعلم الباقری، والحدیث الصادقی، والحلم الكاظمی، والتفنّن الرضوی، والمعجز الجوادی، والبرهان الهادی، وخذ إلی الحسن وابنه من روح الفضل وغصنه، إمام بعد إمام، یعتمّ بالنبوة، ویتقمّص بالإمامة، ویتمنطق بالكرامة (ینابیع المودّة: 1 / 4 ط 7 قم منشورات الشریف الرضی).

    إنّ التصلیة والتسلیمة علی الآل ثابتة فی كتاب اللَّه وقول رسول اللَّه صلی الله علیه وآله وقول الأصحاب الكرام. قال تعالی : (انّ اللَّه والملائكته یصلون علی النبیّ یَأَیُّهَا الَّذِینَء َامَنُواْ صَلُّواْ عَلَیْهِ وَ سَلِّمُواْ تَسْلِیمًا)الأحزاب: 33، فقالوا: یا رسول اللَّه كیف نصلّی علیك؟ فقال صلی الله علیه وآله: «قولوا اللّهمَّ صلِّ علی محمدٍ وعلی آل محمدٍ كما صلّیت علی إبراهیم وعلی آل إبراهیم، و بارك علی محمدٍ وعلی آل محمدٍ كما باركتَ علی إبراهیم وعلی آل إبراهیم. (صحیح البخاری: 6 / 217 و291).

    وقد ذكر الفخر الرازی فی تفسیره: 7 / 391 أنّ أهل البیت ساووا النبیّ صلی الله علیه وآله فی خمسة أشیاء: فی الصلاة علیه وعلیهم فی التشهد، وفی السلام، و فی الطهارة، و فی تحریم الصدقة، وفی المحبّة.

    وقال صلی الله علیه وآله: معرفة آل محمدٍ براءة من النار، وحبّ آل محمدٍ جواز علی الصراط، والولایة لآل محمدٍ أمان من العذاب. (ینابیع المودّة: 1 / 21 فی المقدّمة نقلاً عن ذخیرة المآل ط 7 قم).

    وقال صلی الله علیه وآله: لا تصلوا علیّ الصلاة البتراء، قالوا: وما الصلاة البتراء یا رسول اللَّه؟ قال: تقولون: اللّهمّ صلِّ علی محمدٍ وتسكتون، بل قولوا: اللهمَّ صلِّ علی محمدٍ وعلی آل محمد. (الصواعق المحرقة لابن حجر: 131، فتح القدیر للشوكانی: 4 / 280 نقله عن صحیح مسلم، تفسیر الخازن: 5 / 259).

    وقد أشار إلی فرض مودّتهم كثیر من العلماء والفقهاء، كما قال الإمام الشافعی:


    یا آلَ بیتِ رسول اللَّه حبكمُ
    فرضٌ من اللَّه فی القرآنِ أنزلَه


    كفاكمُ من عظیمِ القدرِ أنكمُ
    من لم یصلِّ علیكم لا صلاةَ له


    (الصواعق المحرقة: 146، نور الأبصار: 105، إسعاف

    الراغبین: 118، شرح المواقف للزرقانی: 7 / 7).

    وقال شمس الدین ابن العربی:


    رأیتُ ولائی آل طه فریضة
    علی رغمِ أهلِ البعدِ یورثنی القربی


    فما طلبَ المبعوثُ أجراً علی الهدی
    بتبلیغِهِ إلّا المودةَ فی القربی


    (الصواعق المحرقة: 168).

    ومن أبیاتٍ لأبی نؤاس (الحسن بن هانی):


    مطهّرونَ نقیّات ثیابُهُم
    تجری الصلاةُ علیهم أینما ذُكروا


    (ینابیع المودّة: 1 / 4 المقدّمة ط 7 قم).

    وفسّر الإمام الحسن علیه السلام قوله تعالی: (من یقترف حسنةً نزد لهُ فیها حسناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ) الشوری: 23 قال: إنّ اقتراف الحسنة هو مودّتهم علیهم السلام. (مقاتل الطالبیّین: 52، ذخائر العقبی : 138).

    وعن الإمام جعفر الصادق علیه السلام فی تفسیر (إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَل-ِكَتَهُ و یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِ ّ) قال: الصلاة من اللَّه عزّوجلّ رحمة للنبی صلی الله علیه وآله ومن الملائكة تزكیة ومدحهم له، ومن المؤمنین دعاء منهم له. (ینابیع المودّة: 1 / 6).

    وعن الإمام علیّ بن موسی الرضا علیه السلام فی تفسیر قوله تعالی: (سَلَمٌ عَلَی إِلْ یَاسِینَ). قال: حدّثنی أبی عن آبائه عن أمیر المؤمنین علیه السلام قال: یاسین محمّد صلی الله علیه وآله ونحن آل یاسین. (المصدر السابق).

    وعن مجاهد وأبی صالح عن ابنِ عباس قال: آل یاسین آل محمّد، ویاسین اسم من أسماء محمدٍصلی الله علیه وآله وسلم. (المصدر السابق: 1 / 8، وانظر الفخر الرازی فی تفسیره: 27 / 166، نظم درر السمطین للزرندی: 111، الصبّان فی إسعاف الراغبین: 116).

    فمن هذه الدلائل وغیرها ثبت أ نّه صلی الله علیه وآله أدخل نفسه فی آله، فمن صلّی أو سلّم علی آله كأ نّهُ صلّی وسلّم علیه، لأ نّه منهم وهم منه، ومن صلّی أو سلّم علیه بضمّ آله فقد أكمل الصلاة والسلام علیه.

  7. أزواجه صلی الله علیه وآله:

    1- أول أزواجه صلی الله علیه وآله: خدیجة بنت خویلدٍ بن أسدٍ بن عبدالعزّی بن قصیّ، تزوجها صلی الله علیه وآله قبل الوحی وعمره حینئذٍ خمسٍ وعشرون سنة، وقیل: احدی وعشرون سنة. وكان عمرها حینئذٍ أربعین سنة، وأقامت معه أربعاً وعشرین سنة، ولم ینكح علیها امرأةً حتّی ماتت. واُمّها: فاطمة بنت زائدة بن الأصمّ، من بنی عامر بن لؤی.

    وكانت خدیجة رضی اللَّه عنها أوسط نساء قریشٍ نسباً، و أعظمهنّ شرفاً، توفیت بعد أبی طالبٍ رضی الله عنه بثلاثة أیّام، وسمّی رسول اللَّه صلی الله علیه وآله ذلك العام بعام الحزن. (انظر جوامع السیرة: 31، اُسد الغابة: 7 / 78، المعارف لابن قتیبة: 132 تحقیق ثروة عكاشة ط قم).

    2- وتزوّج صلی الله علیه وآله بعدها سودة بنت زَمعة القرشیة العامریة بمكة قبل عائشة. و اُمّها: عاتكة بنت عبد منافٍ من بنی عمر بن معیص، و قیل: هی الشموس بنت قیس ابن النجار الأنصاری (انظر اُسد الغابة: 7 / 157، المعارف: 123، السیرة لابن هشام: 4 / 283).

    3- ثمّ تزوّج صلی الله علیه وآله عائشة بنت أبی بكر قبل الهجرة بسنتین، وعمرها حینئذٍ ستّ سنین، وقیل: سبع سنین، وبنی بها وهی بنت تسع سنین، وتوفیت سنة سبعٍ وخمسین، وقد قاربت السبعین، وقیل لها: ندفنك مع رسول اللَّه صلی الله علیه وآله؟ فقالت: إنی قد أحدثت بعده، فادفنونی مع أخواتی، فدُفنت بالبقیع، وأوصت إلی عبداللَّه بن الزبیر. (اُسد الغابة: 7 / 157، الإصابة: 4 / 348، المعارف: 134).

    4- وتزوّج صلی الله علیه وآله حفصة بنت عمر بن الخطّابِ، و هی اُخت عبداللَّه بن عمر لاُمه وأبیه، واُمّهما: زینب بنتُ مظعون (اُخت عثمان). تزوجها صلی الله علیه وآله سنة ثلاثٍ عند أكثر العلماء. وطلّقها تطلیقةً ثمّ ارتجعها، توفیت سنة خمسٍ وأربعین. (اُسد الغابة: 7 / 65، الإصابة: 4 / 264، المعارف: 135).

    5- وتزوّج صلی الله علیه وآله زینب بنت خُزیمة من بنی عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة، وكان یقال لها اُمّ المساكین، وماتت قبله بعد أن قامت عنده ثمانیة أشهر. (اُسد الغابة: 7 / 129، المعارف: 135).

    6- ثمّ تزوّج اُمّ سلمة بنت أبی اُمیة بن المغیرة بن عبداللَّه بن عمربن مخزوم، واُمّها: عمة النبیّ صلی الله علیه وآله برّة بنت عبدالمطّلب. توفیت بعدما جاءها نعی الإمام الحسین بن علیٍ علیه السلام سنة إحدی وستین، وهی آخر أمّهات المؤمنین موتاً. (انظر السیرة: 4 / 294، اُسد الغابة: 7 / 340، المعارف: 136). وروی البیهقی: أنّ اُمّ سلمة حلفت أن لاتكلّم عائشة من أجل مسیرها إلی حرب علیّ. فدخلت علیها عائشة یوماً وكلّمتها فقالت اُمّ سلمة: ألم أنهكِ؟! ألم أقل لك؟! قالت: إنّی أستغفر اللَّه، كلّمینی، فقالت اُمّ سلمة: یا حائط ألم أنهك؟! ألم أقل لك؟! فلم تكلِّمها اُمّ سلمة حتّی ماتت. (المحاسن والمساوئ للبیهقی: 1 / 481 ط مكتبة النهضة بمصر).

    7- وتزوّج صلی الله علیه وآله جویریة بنت الحارث بن أبی ضِرارٍ بن حبیب بن عائذ بن مالك بن جذیمةَ المُصطلقی. وكان صلی الله علیه وآله قد أغار علی بنی المصطلق وهم غارُّون- لا یشعرون بالجیش- ونَعَمهم تُسقی علی الماء، فكانت جویریة ممّا أصاب فتزوجها وحجبها وقسّم لها- جعلَ لها یوماً كسائر زوجاته صلی الله علیه وآله- وكان اسمها برّة فسمّاها رسول اللَّه جویریة. (انظر اُسد الغابة: 7 / 56، المعارف: 138، الطبقات: 8 / 83).

    8- وتزوّج صفیّة بنت حیی بن اُخطب النضیریّ بن سَعیة بن ثعلبة بن عبید بن كعب بن الخزرج بن أبی حبیب بن النضیر بن النحام بن ینحوم، من سبط هارون. و هی القائلة له صلی الله علیه وآله فی مرضه الّذی توفی فیه: إنّی واللَّه یا نبیّ اللَّه لوددت أن الّذی بك بی! فغمزن أزواجه ببصرهنّ، فقال: مَضمِضْنَ، فقلن: من أیِّ شی ءٍ؟ فقال: من تغامزكنّ بها، واللَّه إنّها لصادقة. وتوفیت سنة ست وثلاثین. (اُسد الغابة: 7 / 169، المعارف: 138، الطبقات: 8 / 86).

    9- وتزوّج میمونة بنت الحارث بن حزن من ولد عبداللَّه بن هلال بن عامر بن صعصعة، بنی بها بسرفٍ علی بعد عشرة أمیالٍ من مكّة، وتوفیت بسرفٍ سنة ثمانٍ وثلاثین، فدُفنت هناك. وقیل سنة إحدی وخمسین. (اُسد الغابة: 7 / 202، المعارف: 137).

    10- وتزوّج زینب بنت جحش بن رئاب بن یعمر بن صبرة بن مُرّة بن كَثیر بن غنم بن دُودان بن أسد بن خُزیمة، وهی بنت عمة النبیّ صلی الله علیه وآله امّها: اُمیمة بنت عبدالمطّلب، وهی أوّل من مات من أزواجه بعد وفاته، وهی أوّل من حُمل فی نَعش وكانت خلیقةً، وكانت عند زید بن حارثة، وفیها نزلت: (وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِی أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَیْهِ أَمْسِكْ عَلَیْكَ زَوْجَكَ) الأحزاب: 37. (انظر السیرة: 4 / 294، المعارف: 132).

    11- وتزوّج اُم حبیبة: رملة أو هند بنت أبی سفیان بن حرب الاُمویة، واُمّها: صفیة بنت أبی العاص بن اُمیة، وكانت تحت عبیداللَّه بن جحش الأسدی، فتنصّر وهلك بأرض الحبشة. (الإصابة: 4 / 298، المعارف: 136).

    أمّا المطلّقات فقد تزوّج صلی الله علیه وآله عَمرة، وهی من بنی القرطات، وهم من بنی بكر بن كلاب، وطلّقها ولم یَبْنِ بها. واُخری تزوجها صلی الله علیه وآله ودخل بها ثمّ طلّقها. وتزوّج صلی الله علیه وآله اُمیمة بنت النعمان بن شراحیل الجونیة، وهی القائلة له صلی الله علیه وآله عند ما دخل علیها: أعوذ باللَّه منك، فقال لها: لقد عُذتِ بمعاذ، ثمّ سرّحها.

    وهناك من النساء المسلمات من یطلبن من الرسول صلی الله علیه وآله أن یتزوّجهنّ، ویهبن له مهورهنّ، ویُسمنَّ فی السیرة بالواهبة نفسها للرسول صلی الله علیه وآله فاعرضنا عن ذكرهنّ للاختصار. (انظر المعارف: 139، صحیح مسلم: كتاب الرضاع: 1065 ح 49، صحیح البخاری: تفسیر سورة الأحزاب: 3 / 118 وكتاب النكاح: 3 / 164 و 165، الطبقات: 8 / 112 ط اُوربا).

  8. الصحابة لغةً: الصاحب. وجمعه: صحب، و أصحاب، وصِحاب، و صحابة. والصاحب: المعاشر والملازم، أو المجالس أو المشایع. ولا یقال إلّا لمن كثرت ملازمته، وإنّ المصاحبة تقتضی طول لبثه. (انظر لسان العرب، ومفردات الراغب، وتاج اللغة للجوهری، وتاج العروس للزبیدی، والمعجم الوسیط، والقاموس المحیط للفیروز آبادی، ومختارات الصحاح للرازی).

    أمّا فی القرآن الكریم فقد جاء ذكر: أصحاب، وصاحبة، وصاحبهما، وأصحابهم، وصاحبته، وتصاحبنی.

    وكلّ واحدةٍ من هذه الألفاظ وغیرها تدلّ علی معنی ، لأنّ الصحبة تكون بین اثنین أو طرفین. ولابدّ أن تضاف إلی اسمٍ كما فی قوله تعالی : (یَصَحِبَیِ السِّجْنِ) و (أَصْحَبُ مُوسَی )وغیر ذلك. (انظر سورة الكهف: 37، لقمان: 15، النساء: 36، التوبة: 40، القمر: 29، النجم: 2، سبأ: 41، یوسف: 39 و 41، الذاریات: 59. وانظر التفاسیر لهذه الآیات كتفسیر ابن كثیر: 1 / 494، و2 / 358 و 3 / 92 و 444و و 4 / 265).

    امّا تعریف الصحابی عند أهل السنّة: فهو من لقی النبیّ صلی الله علیه وآله مؤمناً به، ومات علی الإسلام. (الإصابة لابن حجر: 1 / 10). ولسنا هنا بصدد مناقشة التعریف.

    ثمّ ذكر ابن حجر فی ضابطٍ یستفاد من معرفته صحبة جمعٍ كثیر، فقال: إنّهم كانوا فی الفتوح لا یؤمرون إلّا الصحابة). (وإنّه لم یبقَ بمكّة ولا الطائف أحد فی سنة عشرٍ إلّا أسلم وشهد مع النبیّ حجّة الوداع. وإنّه لم یبقَ فی الأوس والخزرج أحد فی آخر عهد النبیّ صلی الله علیه وآله إلّا دخل فی الإسلام. وما مات النبیّ صلی الله علیه وآله وأحد منهم یظهر الكفر. (الإصابة: 1 / 13- 16).

    وهذا التعریف هو المختار عند أكثر المحقّقین، إلّا من شذّ منهم ووضع شروطاً أربعة: من طالت صحبته، أو حفظت روایته، أو ضبط أنه قد غزا معه، أو استشهد بین یدیه. (انظر الاستیعاب لابن عبد البرّ، اُسد الغابة، الإصابة، تقریب التهذیب).

    ویری أهل السنّة أنّ الصحابة كلّهم عدول، إذ ثبت أنّ الجمیع من أهل الجنّة، وأ نّه لا یدخل أحد منهم النار. (الإصابة: 1 / 9 و 10).

    أمّا مدرسة أهل البیت علیهم السلام فتری أنّ لفظ «الصحابی» لیس مصطلحاً شرعیاً، وانّما شأنه شأن سائر مفردات اللغة العربیة. والصحبة تشمل كلّ من صحب النبیّ صلی الله علیه وآله أو رآه أو سمع منه، فهی تشمل: المؤمن والمنافق، والعادل والفاسق، والبرّ والفاجر، ولذا یقول السیّد مرتضی الرضوی: الشیعة یوالون أصحاب محمدٍ صلی الله علیه وآله الّذین أبلوا البلاء الحسن فی نصرة الدین، وجاهدوا بأنفسهم وأموالهم. (آراء علماء المسلمین للسیّد مرتضی الرضوی: 87). حیث قال تعالی: (الَّذِینَء َامَنُواْ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ ی ثُمَّ لَمْ یَرْتَابُواْ وَ جَهَدُواْ بِأَمْوَ لِهِمْ وَ أَنفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ أُوْلَل-ِكَ هُمُ الصَّدِقُونَ)الحجرات: 15. وقال تعالی: (یَأَیُّهَا الَّذِینَء َامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَ كُونُواْ مَعَ الصَّدِقِینَ)التوبة: 119.

    لم یكن موقف الشیعة من هؤلاء غامضاً ولا متزلزلاً، ولذا قال أحد روّاد التقریب: لا أقول إنّ الآخرین من الصحابة- وهم الاكثر الّذین لم یتّسموا بسمة الولاء لأهل البیت- قد خالفوا النبی ولم یأخذوا بإرشاده، كلاًّ ومعاذ اللَّه أن یُظنَّ فیهم ذلك! وهم خیرة مَن علی وجه الأرض یومئذٍ، ولكن لعلّ تلك الكلمات لم یسمعها كلّهم، ومن سمع بعضها لم یلتفت إلی المقصود منها، وصحابة النبیّ الكرام أسمی من أن تُحلّق إلی أوج مقامهم بغاث الأوهام (أصل الشیعة واُصولها للشیخ محمّد الحسین كاشف الغطاء: 84).

    ویضیف رحمه الله بعد أن یذكر ممّا وقع بحقّ أهل البیت: لا یذهبنّ عنك أ نّه لیس معنی هذا أ نّا نرید أن ننكر ما لاُولئك الخلفاء من الحسنات، وبعض الخدمات للإسلام الّتی لا یجحدها إلّا مكابر، ولسنا بحمد اللَّه من المكابرین، ولا سبّابینَ ولا شتّامین، بل ممّن یشكر الحسنة ویغضی عن السیّئة، ونقول: تلك اُمّة قد خلت لها ما كسبت وعلیها ما اكتسبت، وحسابهم علی اللَّه، فإن عفا فبفضله، وإن عاقب فبعدله. (المصدر السابق: 94).

    أمّا السیّد الشهید الصدر المرجع الشیعی الشهیر والّذی عاش مجاهداً وداعیاً إلی الإصلاح ومخاطباً فی بیاناته التاریخیة أبناء الاُمّة الإسلامیة بقوله: «یا أبناء علیّ، ویا أبناء عمر...» والّذی أعدمته الزمرة الحاكمة فی بغداد عام 1980 فقد قال: إنّ الصحابة بوصفهم الطلیعة المؤمنة والمستنیرة كانوا أفضل وأصلح بذرةٍ لنشوء اُمّة رسالیة، حتّی أنّ تاریخ الإنسان لم یشهد جیلاً عقائدیّاً أروع وأنبل وأطهر من الجیل الّذی أنشأه الرسول القائد. (بحث حول الولایة: 11 / 48- المجموعة الكامله لمؤلّفاته قدس سره الّتی جمعت فی 15 مجلّداً ومن أشهرها وأكثرها انتشاراً «اقتصادنا» و «فلسفتنا» و «البنك اللّاربوی»).

    إنّ الصحبة لیست بمجرّدها تلبس صاحبها لباس العدالة، والصحابة واقعاً لیسوا بدرجةٍ واحدة، وإنّما تختلف منازلهم، وطبقات صدقهم، فمنهم الأقویاء، ومنهم الضعفاء، ومنهم المنافقون والرامون فراش رسول اللَّه صلی الله علیه وآله بالإفك! ومنهم من حاولَ اغتیاله صلی الله علیه وآله! وأخبر عنهم. وهم الّذین قال فیهم القرآن الكریم مخاطباً لهم بعد أن ارتدّوا وأشركوا وانقلبوا علی أعقابهم: (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رسول قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِیْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَی أَعْقَبِكُمْ وَمَن یَنقَلِبْ عَلَی عَقِبَیْهِ فَلَن یَضُرَّ اللَّهَ شَیًْا وَسَیَجْزِی اللَّهُ الشَّكِرِینَ) آل عمران: 144. وهم الّذین قال فیهم رسول اللَّه صلی الله علیه وآله: یا ربِّ، أصحابی أصحابی! فیقال له: إنّك لا تدری ما أحدثوا بعدك. (صحیح البخاری 9: 83، صحیح مسلم: 4 / 1796 حدیث الحوض، مسند أحمد: 3 / 140). وفی حدیثٍ آخر قال: فأقول: سحقاً سحقاً. (سنن ابن ماجة: 2 / 1439، مسند أحمد: 6 / 297، مصابیح السنّة: 3 / 537) إلی غیر ذلك من الأحادیث.

    ومنهم مَن تشتاق إلیه الجنة، وقد أثنی اللَّه سبحانه وتعالی علیهم والرسول صلی الله علیه وآله فی أحادیثه، وأنهم المقصودون فی الثناء: (أَشِدَّآءُ عَلَی الْكُفَّارِ رُحَمَآءُ بَیْنَهُمْ تَرَلهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا یَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَ نًا سِیمَاهُمْ فِی وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَ لِكَ مَثَلُهُمْ فِی التَّوْرَلةِ وَ مَثَلُهُمْ فِی الْإِنجِیلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطَْهُ و فََازَرَهُ و فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَی عَلَی سُوقِهِ ی یُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِیَغِیظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَء َامَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّلِحَتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَ أَجْرًا عَظِیمَام) الفتح: 29.

    هؤلاء قاموا بمعالم الرسالة، وبذلوا النصیحة، وهذّبوا الطرق، وأذلّ اللَّه بهم الكفر والشرك، وصارت بهم كلمة اللَّه هی العلیا، وكلمة الّذین كفروا السفلی . فصلوات اللَّه علیهم وعلی أرواحهم الطاهرةِ بعد ما كانوا فی الحیاة أولیاء، وبعد الممات أحیاء.

    والخلاصة: انّ الشیعة یقولون بعدالة المتصف بالعدالة من الصحابة فقط، ولذا نراهم یردّدون الأدعیة الواردة عن الأئمة الأطهار بحقّ الصحابة كدعاء الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام حیث یقول: لقد رأیت أصحاب محمّد صلی الله علیه وآله فما أری أحداً یُشبههم منكم، لقد كانوا یُصبحون شُعثاً غُبراً، وقد باتُوا سُجّداً وقیاماً، یراوحون بین جباههم وخدودهم، ویقفون علی مثل الجَمْر من ذِكر معادِهم، كأنّ بین أعینهم رُكَبَ المِعزَی من طولِ سُجودِهم، إذا ذُكِرَ اللَّه هَمَلَتْ أعیُنُهم حتّی تَبُلَّ جُیوبهم، ومادُوا كما یمیدُ الشجرُ یوم الریح العاصف، خوفاً من العقاب ورجاءً للثواب. (نهج البلاغة تحقیق الدكتور صبحی الصالح: 143).

    ویقول علیه السلام: أین إخوانی الّذین ركِبوا الطریق ومَضَوا علی الحقّ؟ أین عمّار؟ وأین ابن التیِّهان (أبو الهیثم مالك بن التیِّهان)؟ وأین ذو الشهادتین (خزیمة بن ثابت الأنصاری)؟ وأین نظراؤهم من إخوانهم... الّذین تَلَوا القُرآنَ فأحكموهُ؟ وتَدبّروا الفرضَ فأقاموه، أحْیوا السنّة وأماتُوا البدعة، ودُعوا إلی الجهاد فأجابوا، ووثِقُوا بالقائد فاتّبَعوه. (المصدر السابق: 264).

    ومن أدعیة الإمام علیّ بن الحسین زین العابدین علیه السلام والّتی یتعبّد بها الشیعة: «اللّهمّ وأتباع الرسل ومصدّقوهم من أهل الأرض بالغیب عند معارضة المعاندین لهم بالتكذیب، والاستباق إلی المرسلین بحقائق الإیمان، فی كلّ دهرٍ وزمانٍ أرسلت فیه رسولاً..... اللّهمّ وأصحاب محمّدٍ خاصةً، الّذین أحسنوا الصحبة، والّذین أبلوا البلاء الحسن فی نصره، وكاتفوه، وأسرعوا إلی وفادته، وسابقوا إلی دعوته... وفارقوا الأزواج والأولاد فی إظهار كلمته. (الصحیفة السجّادیة: 43).

    وهاهو جواب ابن عبّاس رضی الله عنه لمعاویة بن أبی سفیان عندما سأله عن الصحابة، قال: یامعاویة إنّ اللَّه جلّ ثناؤه وتقدّست أسماؤه خص نبیّه محمّداً بصحابةٍ آثروه علی الأنفس والأموال، وبذلوا النفوس دونه فی كلّ حالٍ، وصفهم اللَّه فی كتابه العزیز (رُحَمَآءُ بَیْنَهُمْ تَرَلهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا...). (مروج الذهب للمسعودی: 3 / 65 و 425).

    إذن، فاتّهام الشیعة بسبّ الصحابة وتكفیرهم جمیعاً هو اتّهام باطل لا یمتّ إلی التشیّع بسبب (انظر الشیعة فی المیزان للعلّامة محمّد جواد مغنیة: 15).

    وكان معظم الشیعة یتورّعون عن شتم أحدٍ من الصحابة والتابعین (انظر هویة التشیّع للدكتور الشیخ أحمد الوائلی: 38). وهاهو الإمام علیّ بن أبی طالب علیه السلام یقول فی خطبته: إنّی اُكرهُ لكم أن تكونوا سبّابین. (نهج البلاغة تحقیق صبحی الصالح: 323)، عند ما سمع بعض جنده یسبّون أهل الشام أیّام حربهم فی صفّین.

  9. قبل أن نشیر إلی معنی الآیة وما ورد فیها من أقوال علماء أهل السنّة والشیعة ومفسّریهم لابدّ من تحدید معنی (الأهل) لغتةً واصطلاحاً- كما وردت فی كتاب اللَّه وأحادیث رسوله صلی الله علیه وآله وقوامیس اللغة العربیة، وذلك لقطع الطریق علی المتلاعبین، وإلقاء الحجّة علی الآخرین، ولیكن تحدیدنا علی نحو الاستعراض السریع.

    فالأهل فی اللغة: أهل الرجل، عشیرته وذوو قرباه، جمعه: أهلون، وأهَلات، وأهل. یأهل ویأهلِ أهولاً وتأهل واتهل: اتخذ أهلاً.

    وأهل الأمر: ولاته، وللبیت سكّانه، وللمذهب من یدین به، وللرجل زوجته كأهلته، وللنبی صلی الله علیه وآله أزواجه وبناته و صهره علیّ رضی الله عنه أو نساؤه، والرجال الّذین هم آله، ولكلّ نبیٍّ أمته، ومكان آهل، له أهل ومأهول، فیه أهل...(انظر القاموس المحیط للفیروزآبادی).

    وذكر فی المعجم الوسیط تعریفاً آخر للأهل: الأهل: الأقارب والعشیرة والزوجة، وأهل الشی ء: أصحابه، وأهل الدار ونحوها: سكّانها.

    وذكر الرازی صاحب مختارات الصحاح معنی الأهل فقال: من الأهالة، والأهالة لغةً: الودك والمستأهل هو الّذی یأخذ الأهالة، والودك دسم اللحم، والبیت عیال الرجل... والأهل والأقارب والعشیرة والزوجة وأهل الشی ء أصحابه وأهل الدار سكّانها.

    إذن، كلمة «أهل» عند ما تطلق فإنها تحتمل عدّة معان، فربما تعنی: الزوجة فقط أو الأولاد فقط أو الزوجة والأولاد معاً، أو الأقارب والعشیرة، إلی غیر ذلك. ولذا نجد كلّ واحدة من هذه المعانی قد وردت فی القرآن الكریم، حیث قال تعالی: (فَلَمَّا قَضَی مُوسَی الْأَجَلَ وَ سَارَ بِأَهْلِهِ یء َانَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُواْ إِنِّیء َانَسْتُ نَارًا لَّعَلِّیء َاتِیكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ)القصص: 29.

    فأهل موسی علیه السلام فی الآیة الكریمة هی الزوجة الّتی خرج بها عائذاً من مَدْین إلی مصر، ولیس یصحبه أحد سواها، فلا تنصرف كلمة «أهله» إلی معنیً آخر. (انظر تفسیر السیّد عبداللَّه شبّر: 373 الطبعة الثالثة دار إحیاء التراث).

    وقال تعالی : (قَالَتْ مَا جَزَآءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّآ أَن یُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِیمٌ) یوسف: 25.

    والأهل هنا أیضاً تعنی الزوجة، وهی زوجة عزیز مصر لا غیر.

    وأمّا قوله تعالی: (إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلَّا امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَبِرِینَ) العنكبوت: 33، وقوله تعالی: (وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَوةِ وَ اصْطَبِرْ عَلَیْهَا). طه: 132. فكلمة «الأهل» فی الآیتین الشریفتین تعنی الاُسرة المكوّنة من الزوجین والأولاد ومتعلّقی الرجال، علی الرغم من استثناء زوجة لوطٍ علیه السلام فنالها العذاب.

    وأمّا قولَهُ تعالی: (وَ نَادَی نُوحٌ رَّبَّهُ و فَقَالَ رَبِ ّ إِنَّ ابْنِی مِنْ أَهْلِی وَ إِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَ أَنتَ أَحْكَمُ الْحَكِمِینَ، قَالَ یَنُوحُ إِنَّهُ و لَیْسَ مِنْ أَهْلِكَ...) هود: 45 و 46، فكلمة «الأهل» هنا تعنی اُسرة الرجل السالكین لدربه والسائرین علی خطّه، ولذا خرج ابنه عن الأسرة، ولذا لم یعدْ أحد أبنائه، لأنه خرج عن خطّ أبیه علیه السلام. وكان نوح علیه السلام یحمل زوجه وأولاده وزوجات أولاده. (لاحظ تفسیر الآیة فی كتب التفسیر وخاصّةً تفسیر الجلالین).

    أمّا قوله تعالی:(وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَیْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ ی وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَآ) النساء: 35. وقوله تعالی: (وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّنْ أَهْلِهَآ) یوسف: 26، فكلمة «الأهل» فی الآیة الاُولی تعنی أقارب وعشیرة الزوجین. أمّا فی الآیة الثانیة فتعنی أقارب وعشیرة امرأة عزیز مصرٍ. (لاحظ تفسیر الآیة فی كتب التفسیر وخاصّةً تفسیر الجلالین ولاحظ تفسیر المیزان: 12 / 142).

    وأمّا قوله تعالی: (فَكَشَفْنَا مَا بِهِ ی مِن ضُرٍّ وَء َاتَیْنَهُ أَهْلَهُ و وَ مِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَ ذِكْرَی لِلْعَبِدِینَ) الأنبیاء: 84، فكلمة «أهل» فی الآیة هنا تشیر إلی أبناء النبیّ أیوب علیه السلام بعد كشف الضرّ عنه.

    أمّا قوله تعالی: (وَ لَا یَحِیقُ الْمَكْرُ السَّیِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ی) فاطر: 43، وقوله تعالی:(إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَنَتِ إِلَی أَهْلِهَا) النساء: 58، وقوله تعالی: (قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا)الكهف: 71، فكلمة «أهل» فی هذه الآیات الشریفة تعنی أصحاب الشی ء أو أصحاب العمل.

    والخلاصة: انّ كلمة «أهل» قد وردت فی القرآن الكریم 54 مرّة (انظر المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكریم لمحمد فؤاد عبد الباقی).

    أمّا كلمة «بیت» الّتی وردت فی مواطن عدیدة من كتاب اللَّه تعالی وسنّة نبیه صلی الله علیه وآله، أیضاً حملت عدّة معانٍ، منها: المسجد الحرام. ومنها: البیت النسبی، ومنها: البیت المادّی المعدّ للسكن، وغیر ذلك. فقد وردت بمعنی المسجد الحرام 15 مرّة؛ (انظر البقرة: 125 و 127 و 151، الأنفال: 25، هود: 73، الحجّ: 26 و 29 و 33، آل عمران: 96 و 97 المائدة: 2 و 97، الأحزاب: 33، الطور: 4، إبراهیم: 27) لأنها من الألفاظ المشتركة.

    أمّا إذا أضفنا كلمة «البیت» إلی الأهل فقد وردت فی القرآن الكریم مرّتین كما فی قوله تعالی: (رَحْمَتُ اللَّهِ وَ بَرَكَتُهُ و عَلَیْكُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ) هود: 73. وقوله تعالی: (إِنَّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ) الأحزاب: 33.

    أمّا كلمة «أهل البیت» فی السنّة المطهّرة فكثیرة الورود، ولا یمكن لنا استعراضها، لاستلزام ذلكَ مراجعة قوله وفعله وتقریره صلی الله علیه وآله، وهذا ممّا لا یمكن حصره.

    وبما أنّ المدلول الحقیقی لهذا المصطلح الجلیل قد تعرّض لحملةٍ من التزویر والتشویه، و هو مدار بحثنا فیقتضی التنویه عمّا ورد عنه صلی الله علیه وآله علی سبیل الاجمال لا التفصیل. فقد ورد عنه صلی الله علیه وآله عن طریق أهل السنّة والشیعة ما یقاربُ الثمانین، روی منها أهل السنّة ما یقرب من أربعین حدیثاً. وروی أهل الشیعة اكثر من ثلاثین طریقاً (راجع تفسیر المیزان: 16 / 329). وعلی الرغم من ذلك فقد تمخّض عن إهمال القرینة قیام عدّة آراء ومذاهب كلّ منها تزعم سلامة الاتجاه و التفسیر لهذا المصطلح.

    فمنهم من یقول: إنّ أهل البیت الّذین عنتهم آیة التطهیر هم: بنو هاشم- أی بنو عبدالمطّلبِ جمیعاً-. ومنهم من قال: إنهم مؤمنو بنی هاشم وعبدالمطّلب دون سائر أبنائهما (روح المعانی للآلوسی: 24 / 14).

    ومنهم من یقول: إنهم العباس بن عبدالمطّلب وأبناؤه (المصدر السابق).

    ومنهم من یقول: هم الّذین حرموا من الصدقة: آل علیٍ، وآل عقیلٍ، وآل جعفرٍ، وآل العباس (انظر تفسیر الخازن: 5 / 259).

    ومنهم من یقول: هم نساء النبیّ صلی الله علیه وآله وعلیّ وفاطمة والحسن والحسین علیهم السلام (انظر تفسیر الخازن: 5 / 259، تفسیر الكشّاف: 3 / 626، فتح القدیر للشوكانی: 4 / 278 و 280).

    ومنهم من یقول: هم نساء النبیّ صلی الله علیه وآله خاصّةً، حتّی أنّ عكرمة كان یقول: من شاء باهلته بأنها نزلت بأزواج الرسول صلی الله علیه وآله.

    ولسنا بصدد مناقشة هذه الأقوال، ولكن نُذكّر القارئ الكریم بأنّ عكرمة بن عبداللَّه یری رأی نجدة الحروری وهو من أشدّ الخوارج بغضاً لعلی بن أبی طالب علیه السلام. ویری أیضاً كفر جمیع المسلمین من غیر الخوارج. وهو القائل فی موسم الحج: وددت أنّ بیدی حربةً فأعترض بها من شهد الموسم یمیناً وشمالاً. وهو القائل أیضاً عندما وقف علی باب المسجد الحرام: ما فیه إلّا كافر.

    ومن مفاهیمه الاعتقادیة: إنّما أنزل اللَّه متشابه القرآن لیضلّ به. وقد اشتهر بكذبه ووضعه للحدیث ابن عبّاس وابن مسعود، ولذا وصفه یحیی بن سعید الأنصاری بأ نّه كذّاب. (انظر ترجمة عكرمة فی میزان الاعتدال للذهبی: والمعارف لابن قتیبة: 455 الطبعة الاُولی قم منشورات الشریف الرضی، طبقات ابن سعد). أفیصحّ بعد هذا أن نأخذ بحدیثٍ یرویه؟!

    أمّا الراوی الثانی بعد عكرمة فهو مقاتل بن سلیمان البلخی الأزدی الخراسانی، كان مفسّراً للقرآن الكریم علی طریقته الخاصة، حتّی قال فیه ابن المبارك: ما أحسن تفسیره لو كان ثقة. (انظر میزان الاعتدلال للذهبی: 4 / 173 الطبعة الاُولی بیروت، تهذیب العمّال فی اسماء الرجال للحافظ الخزرجی الأنصاری). وكان من غلاة المجسّمة یشبّه الخالق بالمخلوقین، حتّی قال أبو حنیفة: أفرط جهم فی نفی التشبیه حتّی قال: إنه تعالی لیس بشی ء وافرط مقاتل فی الاثبات حتّی جعله مثل خلقه. (انظر المصدر السابق). وقال النسائی: والكذّابون المعروفون بوضع الحدیث: ابن أبی یحیی بالمدینة، والواقدی ببغداد، ومقاتل بن سلیمان. (میزان الاعتدال: 3 / 562 فی ترجمة محمّدبن سعید المصلوب). وكان مقاتل علی مذهب المرجئة. (الفصل لابن حزم: 4 / 205)، ویأخذ عن الیهود والنصاری ویغرّر بالمسلمین، حتّی قال فیه الذهبی: كان مقاتل دجّالاً جسوراً. (میزان الاعتدال: 3 / 562).

    عود علی بدء: كیف یفسّر عكرمة أو مقاتل بأنّ الآیة نزلت فی نساء النبیّ صلی الله علیه وآله خاصةً مع أنّ المراد من الرجس هو مطلق الذنب؟! وهذا یلزم إذهاب الرجس عنهنّ وبالتالی لا یصحّ أن یقال: (یَنِسَآءَ النَّبِیِ ّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَآءِ إِنِ اتَّقَیْتُنَّ...) الأحزاب: 32، ولما صحّ قوله تعالی: (یَنِسَآءَ النَّبِیِ ّ مَن یَأْتِ مِنكُنَّ بِفَحِشَةٍ مُّبَیِّنَةٍ یُضَعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَیْنِ وَكَانَ ذَ لِكَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرًا)الأحزاب: 30.

    وكیف یفسّران ایذاءهنّ له صلی الله علیه وآله مع إذهاب الرجس عنهنّ؟! حیث ذكر البخاری: إنّ النبیّ صلی الله علیه وآله هجر عائشة وحفصة شهراً كاملاً، وذلك بسبب إفشاء حفصة الحدیث الّذی أسرَّه لها إلی عائشة، فقالت للنبی صلی الله علیه وآله: إنّك أقسمتَ أن لا تدخل علینا شهراً. (صحیح البخاری: 3 / 34). وفی روایة أنسٍ: قال صلی الله علیه وآله: آلیت منهنّ شهراً. (نفس المصدر السابق). وهاهو ابن عباس یقول: لم أزل حریصاً علی أن أسأل عمر بن الخطّاب عن المرأتین من أزواج النبیّ صلی الله علیه وآله اللتین قال اللَّه تعالی فیهما: (إِن تَتُوبَآ إِلَی اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا) التحریم: 4. حتّی حجّ وحججت معه... حتّی قال ابن عباس: فقلت للخلیفة: من المرأتان؟ فقال عمر بن الخطّاب: واعجباً لك یا ابن العباس! هما عائشة وحفصة. (المصدر السابق: 7 / 28- 29، و: 3 / 133). وهاهی عائشة وتعقّبها للنبیّ صلی الله علیه وآله بعد ما فقدته فی لیالی نوبتها، وقوله صلی الله علیه وآله لها: «مالك یا عائشة! أغرتِ؟ فقالت: ومالی أن لا یغار مثلی علی مثلك؟! فقال لها صلی الله علیه وآله: أفأخذكِ شیطانكِ؟! (مسند أحمد: 6 / 115، وانظر تفسیر الطبری: 28 / 101، وطبقات ابن سعد: 8 / 135 ط أوربا، وصحیح البخاری: 3 / 137، و: 4 / 22، وصحیح مسلم كتاب الطلاق ح 31- 34).

    وكیف یفسّران قوله تعالی: (إِنَّ الَّذِینَ یُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ و لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِی الدُّنْیَا وَ الْأَخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُّهِینًا) الأحزاب: 57، وقوله تعالی: (وَالَّذِینَ یُؤْذُونَ رسول اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِیمٌ)التوبة: 61، وقوله تعالی: (عَسَی رَبُّهُ و إِن طَلَّقَكُنَّ أَن یُبْدِلَهُ و أَزْوَ جًا خَیْرًا مِّنكُنَّ مُسْلِمَتٍ مُّؤْمِنَتٍ قَنِتَتٍ تَل-ِبَتٍ عَبِدَ تٍ...) التحریم: 5، وقوله صلی الله علیه وآله لاُمّ سلمة عند ما سألته: یا رسول اللَّه ألست من أهل البیت؟ قال: أنتِ إلی خیرَ إنّك من أزواج النبیّ. وما قال: إنّك من أهل البیت؟! (انظر كتاب شواهد التنزیل للحاكم الحسكانی: 2 / 124 تحقیق الشیخ المحمودی نقلاً عن كتاب معجم الشیوخ: 2 / الورق 7 من المصوّرة، تفسیر الطبری: 22 / 7).

    أمّا المدلول الحقیقیّ لأهل البیت بعد تخصیص هذا التعمیم وتقیید الإطلاق فی الآیة الكریمة من خلال القرینة الّتی ترافق الاستعمال، وكذلك من خلال الأحادیث النبویة المحدّدة للمراد من أهل البیت فی آیة التطهیر وهی ما أجمعت علیه الاُمّة من خلال كتب الحدیث المعتبرة أو كتب التفسیر فإنّه یظهر لنا أنّ هذه الآیة نزلت فی خمسةٍ، وهم: محمّد وعلیّ وفاطمة والحسن و الحسین علیهم السلام. ومصادر تلك الأحادیث غیر محصورة، ولكن نشیر إلی ماهو متداول ومنشور منها:

    1- روت اُمّ المؤمنین اُمّ سلمة بشأن نزول هذه الآیة: (إِنَّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ) قالت: إنها نزلت فی بیتی، وفی البیت سبعة: جبریل ومیكال وعلیّ وفاطمة والحسن والحسین رضی اللَّه عنهم وانا علی باب البیت، قلت: یا رسول اللَّه، ألست من أهل البیت؟ قال: إنك إلی خیر، إنكِ إلی خیر! إنكِ من أزواج النبیّ. (انظر الدرّ المنثور للسیوطی: 4 / 198، ومشكل الآثار: 1 / 233، وروایة اُخری فی سنن الترمذی: 13 / 248، ومسند أحمد: 6 / 306، اُسد الغابة: 4 / 29، وتهذیب التهذیب: 2 / 297).

    2- وروی عبداللَّه بن جعفر بن أبی طالب قال: لمّا نظر رسول اللَّه صلی الله علیه وآله إلی الرحمة هابطة قال: اُدعوا لی، اُدعوا لی، فقالت صفیه بنت حُیی بن أخطب زوج رسول اللَّه صلی الله علیه وآله: مَن یا رسول اللَّه؟ قال: أهل بیتی: علیاً وفاطمة والحسن والحسین. (انظر مستدرك الصحیحین: 3 / 147، صحیح مسلم: 5 / 154، مسند أحمد: 1 / 9، سنن البیهقی: 6 / 300). فجی ء بهم، فألقی علیهم النبیّ صلی الله علیه وآله كساءه، ثمّ رفع یدیه، ثمّ قال: اللّهمّ هؤلاء آلی فصلّ علی محمّد وآل محمّد. فنزل قول اللَّه عزّوجلّ: (إِنَّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ...).

    3- وروت اُمّ المؤمنین عائشة بشأن نزول هذه الآیة قالت: خرج رسول اللَّه غداةً وعلیه مرط مرحل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علیّ فأدخله، ثمّ جاء الحسین فدخل معه، ثمّ جاءت فاطمة فأدخلها، ثمّ جاء علیّ فأدخله. (انظر مستدرك الصحیحین: 3 / 147 ط حیدرآباد، تفسیر الطبری: 22 / 5 ط بولاق)، ثمّ قال: (إِنَّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیرًا).

    4- وعن أنس بن مالك قال: إنّ رسول اللَّه صلی الله علیه وآله كان یمرّ بباب فاطمة ستة أشهر كلّما خرج إلی صلاة الفجر یقول: الصلاة یا أهل البیت، إنّما یرید اللَّه لیذهب عنكم الرجس أهل البیت. (انظر المصادر السابقة، وتفسیر ابن كثیر: 3 / 483، والدرّ المنثور، 5 / 199، ومسند الطیالسی: 8 / 274).

    فهؤلاء أهل بیت النبیّ صلی الله علیه وآله علیّ وفاطمة والحسن والحسین علیهم السلام كما جاء فی النقل المتواتر الّذی لا یقبل اللبس، وكما هو معروف من أحوال النبیّ صلی الله علیه وآله وسلم وسیرته معهم.

    ونظراً لكثرة المصادر التاریخیة والحدیثیة والتفسیریة نكتفی بذكرها فقط دون تدوین الواقعة.

    أوّلاً: بدءً بالسیّدة عائشة زوجة النبیّ صلی الله علیه وآله واعترافها بأنّ أهل البیت هم: علیّ وفاطمة والحسن والحسین علیهم السلام، وهی خارجة عنهم، أی لم تشملها الآیة.

    انظر ذخائر العقبی للطبری الشافعی: 24، صحیح مسلم باب فضائل أهل البیت: 2 / 268 ط عیسی الحلبی بمصر، و: 15 / 194 ط مصر أیضاً بشرح النووی، فتح البیان لصدّیق حسن خان: 7 / 365، فتح القدیر للشوكانی: 4 / 279، شواهد التنزیل للحسكانی الحنفی: 2 / 56 ح 676- 684 تحقیق الشیخ المحمودی، المستدرك للحاكم: 3 / 147، الدرّ المنثور للسیوطی: 5 / 198، إحقاق الحقّ للتستری: 9 / 10، كفایة الطالب للحافظ الكنجی الشافعی: 54 و 373 و 374 ط الحیدریة، نظم درر السمطین للزرندی الحنفی: 133.

    وثانیاً: اعتراف اُمّ المؤمنین اُمّ سلمة زوج النبیّ صلی الله علیه وآله بأنّ أهل البیت هم: علیّ و فاطمة والحسن والحسین علیه السلام، وهی خارجة عنهم.

    انظر شواهد التنزیل للحسكانی الحنفی: 2 / 39 ح 659 و 706 و 707- 710 و 713 و 714 و 717 و 720 و 722 و 724 و 725 و 726 و 729 و 731 و 737 و 738 و 740 و 747 و 748 و 752 و 755 و 757- 761 و 764 و 765 و 768، الریاض النضرة لمحبّ الدین الطبری الشافعی: 2 / 248 الطبعة الثانیة، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعی: 1 / 19 ط النجف، سنن الترمذی: 5 /327 ح 3205، صحیح الترمذی: 5 / 31 ح 3258 و 328 ح 3875 و 361 ح 3963.

    وانظر فتح البیان لصدّیق حسن خان: 7 / 364، فتح القدیر للشوكانی: 4 / 279، مناقب الإمام علیّ بن أبی طالب لابن المغازلی الشافعی: 303 ح 347 و 349، تفسیر ابن كثیر: 3 / 484، الدرّ المنثور للسیوطی: 5 / 198، نظم درر السمطین للزرندی الحنفی: 238، ذخائر العقبی للطبری الشافعی: 21، كفایة الطالب للحافظ الكنجی الشافعی: 372 ط الحیدریة، ینابیع المودّة للحافظ القندوزی الحنفی: 107 و 228 و 230 و 294 ط اسلامبول، اُسد الغابة لأبن الأثیر: 2 / 12، و: 3 / 413، و: 4 / 29، السیرة النبویة بهامش السیرة الحلبیة: 3 / 330 ط البهیة بمصر، تفسیر الطبری: 22 / 7، إسعاف الراغبین بهامش نور الأبصار: 97 ط العثمانیة، بحار الأنوار: 35 / 226.

    وثالثاً: اختصاص أهل البیت بعلی وفاطمة والحسن والحسین علیهم السلام من خلال قوله صلی الله علیه وآله: اللّهمّ هؤلاء أهل بیتی فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهیراً. وقریب منه ألفاظ اُخری كما ورد عن جابر بن عبداللَّه: أنّ رسول اللَّه صلی الله علیه وآله دعا علیاً وابنیه وفاطمة، فألبسهم من ثوبهِ، ثمّ قال: اللّهمّ هؤلاء أهلی، هؤلاء أهلی.

    انظر شواهد التنزیل للحاكم الحسكانی الحنفی: 2 / 28 تحقیق الشیخ المحمودی ح 647- 649 و 654 و 659 و 670 و 672 و 673 و 675 و 682 و 684 و 686 و 689 و 691- 693 و 718- 722 و 724 و 726 و 731 و 732 و 734 و 737- 741 و 743 و 754 و 758- 761 و 765 و 768، فرائد السطمین: 1 / 316 ح 250 و 368 ح 296، و: 2 / 14 ح 360، الریاض النضرة لمحبّ الدین الطبری الشافعی: 2 / 248 الطبعة الثانیة، السیرة الحلبیة للحلبی الشافعی: 3 / 212 ط البهیة بمصر، صحیح الترمذی: 5 / 31 ح 3258 و 328 ح 3875 و 361 ح 3963، صحیح مسلم باب فضائل علیّ بن أبی طالب: 15 / 176 ط مصر بشرح النووی.

    وانظر أیضاً مناقب الإمام علیّ بن أبی طالب لابن المغازلی الشافعی: 302 ح 346- 350، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعی: 1 / 19 ط النجف، المناقب للخوارزمی الحنفی: 60، مقتل الحسین للخوارزمی: 1 / 75، خصائص أمیر المؤمنین للنسائی: 4 و 16 ط القاهرة وص 46 بتحقیق الشیخ المحمودی، المستدرك علی الصحیحین للحاكم: 2 / 150 و 416، و: 3 / 108 و 146.

    وانظر كذلك تفسیر الطبری: 22 / 6، السیرة النبویة لزین دحلان بهامش السیرة الحلبیة: 3 / 330 ط البهیة بمصر، فتح البیان لصدّیق حسن خان: 7 / 364، فتح القدیر للشوكانی: 4 / 279، الدرّ المنثور للسیوطی: 5 / 198، إحقاق الحقّ: 9 / 2- 69، ذخائر العقبی لمحبّ الدین الطبری الشافعی: 23، تفسیر ابن كثیر: 3 / 483، مجمع الزوائد: 7 / 91، تاریخ الخلفاء للسیوطی: 169، ینابیع المودّة للحافظ القندوزی الحنفی: 107 و 108 و 194 و 228- 230 و 244 و 281 و 294ط اسلامبول، مسند أحمد: 1 / 185، و: 3 / 259، و: 6 / 298 ط المیمنیة بمصر، مشكاة المصابیح للعمری: 3 / 254 تاریخ ابن عساكر الشافعی: 1 / 21 ح 3 وص 184 و 249 و 271- 273، تفسیر الفخر الرازی: 2 / 700، اُسد الغابة لأبن الأثیر: 2 / 12، و: 3 / 413، و: 4 / 26، و: 5 / 66 و 174 و 521 و 589.

    وراجع منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد: 5 / 53، مصابیح السنّة للبغوی الشافعی: 2 / 278 ط محمّد علیّ صبیح، المعجم الصغیر للطبرانی: 1 / 65، نظم درر السمطین للزرندی الحنفی: 133 و238 و 239، معالم التنزیل للبغوی الشافعی مطبوع بهامش تفسیر الخازن: 5/ 213، الصواعق المحرقة لابن حجر: 119 و 141- 143 و 227 ط المحمّدیة، تفسیر الخازن: 5 / 213، مرآة الجنان للیافعی: 1 / 109، التاریخ الكبیر للبخاری: 1 / ق 2 / 69 رقم 1719 و2174 ط سنة 1382 ه. أسباب النزول للواحدی: 203، الإتحاف للشبراوی الشافعی: 5، الاستیعاب لابن عبدالبرّ بهامش الإصابة: 3 / 37 ط السعادة، كفایة الطالب للحافظ الكنجی الشافعی: 54 و 142 و144 و 242 ط الحیدریة.

    ورابعاً: اختصاص أهل البیت بعلی وفاطمة والحسن والحسین علیهم السلام وذلك من خلال أقواله صلی الله علیه وآله عندما یخرج للصلاة، ویمرّ بباب علیّ وفاطمة علیهما السلام، كروایة أنس بن مالك قال: إنّ رسول اللَّه علیه السلام كان یمرّ بباب فاطمة ستة أشهر، فإذا خرج إلی صلاة الفجر یقول: الصلاة یا أهل البیت، إنّما یرید اللَّه لیذهب عنكم الرجس أهل البیت.

    انظر شواهد التنزیل للحسكانی الحنفی: 2 / 18 ح 637- 640 و 644 و 695 و 696 و 773 تحقیق الشیخ المحمودی. مطالب السؤول لابن طلحة الشافعی: 1 / 19، صحیح الترمذی: 5 / 3 ح 3259، مسند أحمد: 3 / 259 و 285 ط المیمنیة بمصر، منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد: 5 / 96، الدرّ المنثور للسیوطی: 5 / 199، تفسیر الطبری: 22 / 6، مجمع الزوائد للهیثمی الشافعی: 9 / 168، تفسیر ابن كثیر: 3 / 483 و 484، المستدرك للحاكم: 3 / 158، ینابیع المودّة للقندوزی الحنفی: 193 و 230 ط اسلامبول، فتح البیان لصدّیق حسن خان: 7 / 365 ط القاهرة، أنساب الأشراف للبلاذری: 2 / 104 ح 38، اُسد الغابة لابن الأثیر: 5 / 521.

    وخامساً: اختصاص أهل البیت بعلی وفاطمة والحسن والحسین علیهم السلام من خلال سبب النزول، وما قاله صلی الله علیه وآله فیهم كحدیث اُمّ سلمة: إنّ النبیّ صلی الله علیه وآله كان فی بیتها، علی منامة له، علیه كساء خیبری، فجاءت فاطمة ببرمة فیها خزیرة، فقال: ادعی زوجك وابنیك، فدعتهم، فبینماهم یأكلون إذ نزلت علی النبیّ صلی الله علیه وآله (إِنَّمَا یُرِیدُ اللَّهُ لِیُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یُطَهِّرَكُمْ تَطْهِیرًا). فأخذ النبیّ صلی الله علیه وآله بفضلة الكساء فغشّاهم إیّاها، ثمّ قال: اللّهمّ هؤلاء أهل بیتی وحامّتی فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهیراً. قالها النبیّ صلی الله علیه وآله ثلاث مرّات. قالت اُمّ سلمة: فأدخلت رأسی فی البیت، فقلت: وأنا معكم یا رسول اللَّه؟ قال: إنّكِ إلی خیر.

    انظر شواهد التنزیل للحاكم الحسكانی: 2 / 13 ح 637- 641 و 644 و 648- 653 و 656- 661 و 663- 668 و 671- 673 و 675 و 678 و 680 و 681 و 686 و 689 و 690 و 691 و 694 و 707 و 710 و 713 و 714 و 717 و 718 و 729 و 740 و 751 و 754- 762 و 764 و 765 و 767 و 769 و 770 و 774 ط وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامی، صحیح مسلم: فضائل أهل البیت 2 / 368 ط عیسی الحلبی، صحیح الترمذی: 5 / 30 ح 3258، و: 5 / 328 ح 3875 ط دار الفكر، مسند أحمد: 1 / 330 ط المیمنیة بمصر، فرائد السمطین للحموینی الشافعی: 1 / 316 ح 250، و: 2 / 9 ح 356 و 362 و 364، عبقات الأنوار: قسم حدیث الثقلین 1 / 285، إسعاف الراغبین للصبّان بهامش نور الأبصار: 104 و 105 و 106 ط السعیدیة، فتح القدیر للشوكانی: 4 / 279.

    وانظر كذلك نور الأبصار للشبلنجی: 102 ط السعیدیة، فتح البیان لصدّیق حسن خان: 7 / 363- 365، الریاض النضرة لمحبّ الدین الطبری الشافعی: 2 / 248 الطبعة الثانیة، إحقاق الحقّ للتستری: 2 / 502- 547، فضائل الخمسة: 1 / 224- 243، ینابیع المودّة للقندوزی الحنفی: 107 و 108 و 228- 230 و 244 و 260 و 294 ط اسلامبول. العقد الفرید لابن عبد ربه المالكی: 4 / 311 ط.

  10. الأحزاب: 33.
  11. فی (أ): والتقصیر.
  12. فی (أ): إیجاز.
  13. طَمَّ الأمر طَمّاً عَلاَ وغَلَبَ. ومنه قیل للقیامة (طَامَّةُ). انظر لسان العرب وغیره مادة «طَمَّ».
  14. جمع أَشَمّ: یقال رجل أشمُّ، أی یمرّ رافعاً رأسه، وجبل أشمّ طویل الأس. انظر لسان العرب مادة «شَمَّ».
  15. إشارة إلی قوله علیه السلام كما ورد عن جابر بن عبداللَّه الأنصاریّ: قال رسول اللَّه صلی الله علیه وآله: مكتوب علی باب الجنة: لا إله إلّا اللَّه، محمّد رسول اللَّه، علیّ بن أبی طالب أخو رسول اللَّه صلی الله علیه وآله. (سنن ابن ماجة: 1 / 44 ح 120، فرائد السمطین: 1 / 248 ح 192، خصائص النسائی: 46، غایة المرام: 647 باب 101 ح 5، مودّة القربی: 19، كنز العمّال: 13 / 138 ح 36435، حلیة الأولیاء: 7 / 256، المناقب للخوارزمی: 91 ح 131 و 144 ح 168).

    وقوله صلی الله علیه وآله: أنت أخی فی الدنیا والآخرة. (سنن الترمذی: 5 / 20 ح 3804، مشكاة المصابیح: 3 / 1720 ح 6084).

    وقوله صلی الله علیه وآله: اللّهمّ اجعل لی وزیراً من أهلی، أخی علیاً، اشدد به أزری. (صحیح البخاری: 2 / 324، صحیح مسلم فی فضائل علیّ 324، الحاكم فی المستدرك: 3 / 109، الصواعق: 2 / 58).

    وقوله صلی الله علیه وآله: اللّهمّ أشدد أزری بأخی علیّ. (كنز العمّال: 2 / 40، و: 6 / 390، و 41).

    وقوله صلی الله علیه وآله: أنت أخی ووزیری تقضی دینی وتنجز موعدی. (كنزالحقائق: 98، الفردوس: 3 / 88 ح 3989، كنز العمّال: 11 / 604 ح 32919).

    وقوله صلی الله علیه وآله: أنا الفتی ابن الفتی أخو الفتی . (انظر كشف الیقین فی فضائل أمیر المؤمنین علیه السلام لابن المطهّر الحلّی: 477، إحقاق الحقّ: 6 / 12). فكونه الفتی لأنه سیّد العرب، وابن الفتی لأ نَّه ابن إبراهیم علیه السلام كما جاء فی القرآن الكریم بحقه: (فَتًی یَذْكُرُهُمْ یُقَالُ لَهُ و إِبْرَ هِیمُ) الأنبیاء: 60، وأمّا أخو الفتی فلأنه أخو علیّ علیه السلام الّذی قال جبریل بحقه: لا فتی إلّا علیّ (مودّة القربی: 20، فرائد السمطین: 1 / 251 ح 194، المناقب لابن المغازلی: 17 ح 234).

    وقوله صلی الله علیه وآله له علیه السلام فی حدیث المؤاخاة: أنت أخی ورفیقی. (الفضائل لأحمد: 2 / 638 ح 1085، المناقب للخوارزمی: 150 فصل 14 ح 178، كنزالعمّال: 13 / 605 ح 36345) ثمّ تلا رسول اللَّه صلی الله علیه وآله قوله تعالی: (إِخْوَ نًا عَلَی سُرُرٍ مُّتَقَبِلِینَ) الحجر: 47.

    وفی حدیث آخر قال صلی الله علیه وآله: إنّما ادّخرتك لنفسی. (الفضائل لأحمد: 2 / 638، المناقب للخوارزمی: 150، كنز العمّال: 13 / 605).

    وقوله صلی الله علیه وآله: أما یسرّك أن تكون أخا نبیك؟ (إحقاق الحقّ: 5 / 79، كشف الیقین فی فضائل أمیر المؤمنین علیه السلام: 208). ولیس هذا إلّا غیضاً من فیض، إذ ذلك لا ینحصر، وإنّما ذكرنا ما ینبّه علی غرضنا فقط.

    فأمیرالمؤمنین علیه السلام لم یكن أخا رسول اللَّه صلی الله علیه وآله لأبیه واُمّه، وإنّما هی اخوّة الدین والاصطفاء، ولذا قال عنه صلی الله علیه وآله: أنت منّی بمنزلة هارون من موسی إلّا أنه لا نبیّ بعدی. (كنز الحقائق: 203، صحیح البخاری: 4 / 208، صحیح مسلم: 2 / 449 ح 32، الصواعق المحرقة: 121 ب 9 فصل 2، الفضائل لأحمد: 2 / 633 ح 1131). وهذا یثبت خصائص هارون للإمام علیّ علیه السلام فی تحمّل العلوم، ووجوب طاعة الاُمّة له، وریاسته علیهم، لأنّ هارون شریك موسی فی أمره، فعلی علیه السلام مثله بالنسبه إلی تحمّل مسؤولیة رسول اللَّه صلی الله علیه وآله. سوی أنّ علیاً لیس بنبی، كما استثنی هو صلی الله علیه وآله النبوّة بحدیث المنزلة. وهو القائل صلی الله علیه وآله وسلم فی حدیث طویل عن ابن عباس رضی الله عنه: أنا عبد اللَّه وأخو رسول اللَّه.

    انظر المناقب للخوارزمی: 43 و 62 و 86 و 88 و 231، سنن الترمذی: 2 / 299، و: 5 / 236 و 641 ح 3720 و 3732، مصابیح السنّة للبغوی: 4 / 173 ح 4769، خصائص النسائی: 55، مستدرك الصحیحین بثلاث طرق: 3 / 14 و 126 و 159. مسند أحمد: 1 / 230 و 4159 / 369، فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل: 2 / 597 ح 1019 و 616 ح 1055 و 638 ح 1085، سیرة ابن هشام: 2 / 109 الطبقات الكبری لابن سعد: 3 / 22، و: 8 / 114، السیرة النبویّة لابن حبّان: 149، الاستیعاب: 3 / 35، اُسد الغابة: 1 / 222، و: 4 / 16 و 29، شرح النهج لابن أبی الحدید: 6 / 167، عیون الأثر: 1 / 264، البدایة والنهایة: 7 / 348، تاریخ الخلفاء: 135، الروض الأُنف: 4 / 244، جامع الاُصول: 9 / 468 ح 6475، مجمع الزوائد: 9 / 112، الصواعق المحرقة: 74 و 75 و 122 و 124، كنز العمّال: 3 / 155، و: 6 / 155 و 394 و 400 و 402 ح 6105، و: 11 / 598 ح 32879، الریاض النضرة: 1 / 13 و 15 و 17، و: 2 / 155 و 163 و 168 و 201، مناقب أحمد بن حنبل: 17 و 43، العمدة لابن البطریق: 169 و 235.

    وانظر أیضاً قواعد المرام: 186، الصراط المستقیم: 2 / 27، كشف الیقین فی فضائل أمیر المؤمنین: 211، و 224 و 260 و 267 و 271 و 277، غایة المرام: 112، عمدة عیون صحاح الأخبار: 172 إحقاق الحقّ: 4 / 18 نقلاً عن مناقب ابن مردویه، تاریخ الخطیب البغدادی: 12 / 68، و: 14 / 122، سنن ابن ماجة: 1 / 12، فرائد السمطین: 1 / 126 و 227 و 248، كفایة الطالب: 190 المصنّف: 7 / 497، التذكرة: 103، صحیح البخاری: 3 / 1359 ح 3503، تاریخ الطبری: 2 / 127، تاریخ ابن الأثیر: 2 / 22، تاریخ أبی الفداء: 1 / 116، نقض العثمانیة للإسكافی: 257 و 281، المناقب لابن المغازلی: 38، ذخائر العقبی : 92، حلیة الأولیاء: 7 / 256، وانظر بناء المقالة الفاطمیة فی نقض الرسالة العثمانیة: 370 هامش 9 ط آل البیت، التاریخ الكبیر: 6 / 32، التهذیب: 5 / 98، الفضائل لأحمد بن حنبل: رقم: 993، سنن ابن ماجة: 1 / 44، الخصائص للنسائی: 25 تحقیق أحمد میرین البلوشی، فضائل الخمسة للفیروزآبادی: 1 / 318 و 332، وصحیح الترمذی: 2 / 299.

    ومن الاُمور الّتی كان یعرفها الجمیع: أنّ الرسول صلی الله علیه وآله وعلیاً علیه السلام إخوة قبل الهجرة وبعدها). وبقی النبیّ صلی الله علیه وآله یردّدها ویعلنها طوال حیاته، وأنّ أبا بكر وعمر بن الخطّاب إخوة.

  16. إشارة إلی قوله تعالی: (وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ مِنَ الْمَآءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ و نَسَبًا وَ صِهْرًا وَ كَانَ رَبُّكَ قَدِیرًا) الفرقان: 54. وإنها نزلت فی النبیّ صلی الله علیه وآله وزوج ابنته فاطمة، فكان نسباً وصهراً. وبناءً علی قوله علیه السلام: أنا شقیق الرسول وبعل البتول (انظر خطبة البیان فی إلزام الناصب: 2 / 178 وما بعدها.

    ویقصد بالبتول فاطمةعلیها السلام ابنة الرسول صلی الله علیه وآله، والّتی أحبها وإكرمها إكراماً عظیماً، أكثر ممّا كان الناس یظنّونه، وأكثر من إكرام الرجال لبناتهم، حتّی خرج بها عن حبِّ الآباء للأولاد. فقال صلی الله علیه وآله فی محضر الخاصّ والعامّ مراراً وتكراراً: إنها سیدة نساء العالمین. (الإصابة: 4 / 282 و 283، كنز العمّال: 6 / 219 حدیث 3853). وانها عدیلة مریم بنت عمران. (الجامع الصغیر: 1 / 190، كنز العمّال: 12 / 143، مناقب النساء: ح 34402). وانّ إنكاحه علیاً إیّاها ما كان إلّا بعد ما أنكحه اللَّه تعالی إیّاها فی السماء بشهادة الملائكة. (كفایة الطالب: 296، مجمع الزوائد: 8 / 203، المناقب لابن المغازلی: 101، المستدرك علی الصحیحین: 3 / 158 و 159، الكنز: 6 / 218 ح 3834)، وعن أنس بن مالك رضی الله عنه قال: كنت عند النبیّ صلی الله علیه وآله فغشیه الوحی فلمّا أفاق قال: یا أنس، أتدری بما جاءنی به جبرائیل من عند صاحب العرش عزّوجلّ؟ قلت: بأبی واُمّی بما جاءك جبرائیل؟ قال: قال جبرائیل: إنّ اللَّه یأمرك أن تزوج فاطمة بعلی، فانطلِق فادع لی أبا بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبیر ونفراً من الأنصار... (جواهر العقدین: 2 / 222، ذخائر العقبی : 31، مودّة القربی: 36، المناقب للخوارزمی: 341).

    وقال صلی الله علیه وآله: إن اللَّه أمرنی أن اُزوج فاطمة بعلی. (الصواعق المحرقة: 162، نظم درر السمطین: 186، مجمع الزوائد: 9 / 89، ذخائر العقبی : 31). وقال: كلّ نسب و صهر ینقطع یوم القیامة إلّا نسبی وصهری. (كنز الحقائق: 113، كنز العمّال: 11 / 409)، وقال: أمرنی سبحانه وتعالی أن اُزوج النور من النور، أعنی فاطمة من علیّ. (أمالی الشیخ الصدوق: 353، المحتضر 133). وقال: بشارة أتتنی من ربی فی أخی وابن عمّی وابنتی بأنّ اللَّه زوّج علیاً من فاطمة. (كنز الحقائق: 31، كنز العمّال: 11 / 600 ح 32891). وقال: إنّ اللَّه جعل ذرّیة كلّ نبی فی صلبه، وجعل ذرّیتی فی صلب علیّ. (الجامع الصغیر: 1 / 262 ح 1717، كنزالعمّال: 11 / 600 ح 32892). وقال: كلّ بنی اُنثی ینتمون إلی عصبتهم إلّا ولد فاطمة فأنا ولیهم، وأنا عصبتهم، وأنا أبوهم. (الجامع الصغیر: 2 / 278، كنز العمّال: 12 / 116).

    وقال ابن عباس رضی الله عنه: كانت فاطمة بنت رسول اللَّه صلی الله علیه وآله تُذكر فلا یذكرها أحد لرسول اللَّه صلی الله علیه وآله إلّا أعرض عنه، وقال: أتوقّع الأمر من السماء، إنّ أمرها إلی اللَّه تعالی. (المناقب للخوارزمی: 112، المناقب لابن المغازلی: 101، فرائد السمطین: 2 / 84).

    وقال صلی الله علیه وآله لعلی علیه السلام: ما زوّجتك من نفسی بل اللَّه تولّی تزویجك فی السماء، كان جبرائیل خاطباً واللَّه تعالی الولّی. (بشارة المصطفی : 179، مدینة المعاجز: 147، ذخائر العقبی : 32).

    وقال الإمام الصادق علیه السلام: لولا علیّ لما كان لفاطمة كف ءٌ من آدم فمن دونه، ولأجله صدر التكلیف الخاصّ بسید الوصیّین علیه السلام أن لا یتزوج امرأة مادامت فاطمة موجودة، فلم یتزوج أمیر المؤمنین امرأة حتّی ماتت- استشهدت- فاطمةعلیها السلام. (أمالی الشیخ الطوسی: 27، مناقب ابن شهرآشوب: 1 / 93، بشارة المصطفی : 136، كنز الحقائق: 133، الفردوس: 3 / 373 ح 5130).

    وهی علیها السلام الّتی خطبها أبو بكر فرفض النبیّ صلی الله علیه وآله تزویجها له وخطبها عمر فرفض النبیّ صلی الله علیه وآله تزویجها له أیضاً وقال صلی الله علیه وآله: انه ینتظر أمر ربه. (نظم درر السمطین: 184، جواهر العقدین: 2 / 223، منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد: 5 / 99، السیرة الحلبیة: 2 / 217، الصواعق المحرقة: 84، ذخائر العقبی : 30، تاریخ الخمیس: 1 / 407).

    وفی روایة اُخری قال صلی الله علیه وآله: هی لك یا علیّ. (ذخائر العقبی : 31) أو: انتظر الوحی الإلهی. أو: انتظر أمر السماء. ولذا قال الخلیفة الثانی عمر بن الخطّاب: لقد اُعطی علیّ بن أبی طالب ثلاثاً، لَئِن تكون لی واحدة منها أحبّ إلیَّ من حمر النعم، زوجته فاطمة بنت رسول اللَّه صلی الله علیه وآله... (كنز الحقائق: 103، كنز العمّال: 12 / 109، المستدرك للحاكم: 3 / 125، مسند أحمد: 4 / 69 و 73 و 21 ح 4797. وأورد الحدیث أیضاً ابن حجر فی الصواعق المحرقة: 127، حلیة الأولیاء: 4 / 153، مجمع الزوائد: 9 / 117).

    وهی الّتی قال فیها رسول اللَّه صلی الله علیه وآله: یؤذینی ما یؤذیها، ویغضبنی ما یغضبها. (صحیح البخاری: 2 / 260، صحیح مسلم: 2 / 339، الخصائص للنسائی: 35، كنزالحقائق: 44 كنز العمّال: 12 / 108 حدیث 34222). وإنّها بضعة منّی، یریبنی ما یریبها. (كنز الحقائق: 103، كنز العمّال: 12 / 108، صحیح البخاری: 4 / 210). ومنها أشمّ رائحة الجنة. (الجامع الصغیر: 629 ح 4088، كنز العمّال: 12 / 143، و: 6 / 219 ح 3853، جامع مناقب النساء: ح 34404). وأما ترضین أن تكونی سیّدة نساء العالمین. (الجامع الصغیر: 629 ح 4088، كنز العمّال: 12 / 143، جامع مناقب النساء: ح 34404). وسیّدة نساء هذه الاُمّة. (الجامع الصغیر: 1 / 590 ح 3822 بلفظ «الجنة» بدل «الاُمّة»، ذخائر العقبی : 43، البخاری: 4 / 64). وفاطمة شجنة منی یبسطنی ما یبسطها، ویقبضنی ما یقبضها. (الجامع الصغیر المناوی: 2 / 122، كنز العمّال: 12 / 108 و 111، المستدرك للحاكم: 3 / 154 و 158).

    وقد وردت أحادیث كثیرة: وأخبار متفق علیها بین أهل الشیعة والسنّة فی تزویجها من علیّ علیه السلام وفضلهاعلیها السلام، نذكر جزءً منها:

    انظر المستدرك للحاكم: 3 / 121 و 125 و 129 و 154 و 156- 159، مسند أحمد بن حنبل: 5 / 96 و 97 و 99، و 7 / 21 ح 4797، منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد: 5 / 96 و 97 و 98 و 99، كنز العمّال: 6 / 219 ح 3845 و 3853- 3855 و 3834 و 3830 و 218 ح 3831 و 3832 و 3836 و 3864 و 220 ح 3866، و: 5 / 90، كشف الیقین فی فضائل أمیر المؤمنین علیه السلام لابن المطهّر الحلّی: 190، أمالی الشیخ الطوسی: 27، مناقب ابن شهرآشوب: 1 / 93، بشارة المصطفی : 136 و 176 و 179 و 328 ط النجف، صحیح الترمذی: 13 / 246 فضل فاطمة، و: 5 / 703، اُسد الغابة: 1 / 38 و 206، و: 5 / 437 السیرة الحلبیة: 2 / 12 و217.

    وانظر الصواعق المحرقة لابن حجر: 82 و 84 و 85 و 107 و 171 و 347، صحیح مسلم و: 2 / 16 فی فضل فاطمة، و: 6 / 16، ذخائر العقبی : 30 و 44 و 27، تاریخ الخمیس: 1 / 407 و 408، مجمع الزوائد: 9 / 135 و 204- 206، صحیح البخاری: 2 / 302 و 384، ورشفة الصادی: 28، كشف الأستار: 3 / 201، كفایة الطالب فی مناقب علیّ بن أبی طالب للكنجی الشافعی: 166 و 302 و 304، دلائل الإمامه للطبری: 18 ط النجف، تاریخ بغداد: 4 / 195 و 196 و 210، الاستیعاب بهامش الإصابة: 4 / 284 و 285 و 377، خصائص النسائی: 114، نظم درر السمطین للزرندی الحنفی: 148 و 188، مناقب علیّ بن أبی طالب لابن المغازلی: 346، تذكرة الخواصّ لابن الجوزی: 306 و 308، جامع الاُصول لابن الأثیر: 9 / 474، المناقب للخوارزمی: 246، ینابیع المودّة: 304، تاریخ ابن عساكر (ترجمة علیّ): 1 / 149، الریاض النضرة للطبری: 2 / 240، إحقاق الحقّ: 5 / 266، الإمامة والسیاسة: 1.

  17. لا خلاف بین الاُمّة أنّ علیاًعلیه السلام كان أشجع الناس بعد رسول اللَّه صلی الله علیه وآله وأعظمهم بلاءً فی الحروب و قد تعجّبت وتتعجّب الملائكة من حملاته. وبسیفه المسلول قام الدین واعتدل، واضمحل الكفر وبطل، وهو الّذی نزلت فیه آیات كثیرة سنشیر إلیها، كمثل آیة (وَمِنَ النَّاسِ مَن یَشْرِی نَفْسَهُ ابْتِغَآءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ) البقرة: 207، وسنشیر إلیها فی فصل آخر تفصیلاً. وهناك أحادیث كثیرة أیضاً فی حقّه علیه السلام من قِبل رسول اللَّه صلی الله علیه وآله وسنشیر إلی بعضٍ منها، كقوله صلی الله علیه وآله عندما صعدَ المنبر فذكر قولاً كثیراً ثمّ قالَ: أینَ علیّ بن أبی طالبٍ؟ فوثبَ إلیه فقال: ها أنا ذا یا رسول اللَّه، فضمّهُ إلی صدره وقبّل بین عینیه وقالَ بأعلی صوته: معاشرَ المسلمین، هذا أخی وابنُ عمّی وختنی... هذا أسدُ اللَّهِ وسیفهِ فی أرضهِ أعدائه... (ذخائر العقبی : 92 و 99، الإمامة والسیاسة لابن قتیبة: 97. الریاض النضرة: 2 / 225، الإصابة لابن حجر: 3 / 281 مثله. وقال صلی الله علیه وآله: علیّ قائد البررة، وقاتل الكفرة، منصور من نصره، ومخذول من خذله. (مستدرك الحاكم: 3 / 129، وكنز العمّال: 6 / 153). وهو الّذی أقامه صلی الله علیه وآله مقامه بالنهار، وأنامه منامه باللیل. (انظر المصادر السابقة وكنز الحقائق: ص 103، والبخاری: 4 / 210).

    وهو الّذی لم یسبقه أحد فی الجهاد كما وصفوه، فهو ابن جلاها وطلّاع ثنایاها، لم یسبقه سابق، ولم یلحقه لاحق، كان رابط الجأش، قویّ البأس، سیف اللَّه، وكاشف الكرب عن وجه رسول اللَّه صلی الله علیه وآله.

    فغزواته مشهورة من بدر، والّتی كان فیها الامتحان الأكبر لكثرة المشركین وقلّة المسلمین، وقریش تحدّتهم بالبراز بخیلها و خیلائها، واقترحت بروز الأكفاء والأقران، وقد برز لها بعض المسلمین ولكنه صلی الله علیه وآله منعهم وقال: إنّ القوم طلبوا الأكفاء. ثمّ أمر علیاً علیه السلام بالبروز إلیهم، فبارزه الولید بن عتبة وكان شجاعاً جریئاً فقتله، وقتل أیضاً العاص بن سعید بن العاص، وكان هولاً عظیماً، وقتل حنظلة بن أبی سفیان، وطعن ابن عدی ونوفل بن خویلد وهو من شیاطین قریش. (انظر المصادر السابقة).

    فشجاعته علیه السلام یعرفها النصاری كما یعرفها المسلمون، والبعداء كما یعرفها الأقربون. ولذا قال ابن أبی الحدید فی شرحه للنهج: أمّا الشجاعة فإنه أنسی الناس فیها ذكر من كان قبله ومحا اسم من یأتی بعده، ومقاماته فی الحرب مشهورة، یضرب بها الأمثال إلی یوم القیامة، وهو الشجاع الّذی ما فرّ قطّ، ولا ارتاع من كتیبة، ولا بارز أحداً إلّا قتله، ولا ضرب ضربة قطّ فاحتاجت الاُولی إلی ثانیة. وفی الحدیث: كانت ضرباته وتراً.... (شرح النهج لابن أبی الحدید: 1 / 20).

    وهو الّذی قال فیه رسول اللَّه صلی الله علیه وآله علی لسان جبرائیل علیه السلام فی یوم اُحد، وقیل: یوم بدر، وسمعه المسلمون كافة:

    لا سیف إلّا ذوالفقار

    ولا فتی إلّا علی

    وقال فیه صلی الله علیه وآله لقتله عمرو بن عبد ودّ العامری: ضربة علیٍ یوم الخندقِ أفضل من عبادة الثقلین. ولذا وصفه الإمام الحسن علیه السلام بعد استشهاده علیه السلام بقوله: لقد فارقكم رجل بالأمس لم یسبقه الأوّلون بعلم.... وكان رسول اللَّه صلی الله علیه وآله یبعثه بالرایة جبریل عن یمینه ومیكائیل عن شماله، لا ینصرف حتّی یفتح له. (انظر ذخائر العقبی : 72 و 73، خصائص النسائی: 46، الطبقات لابن سعد: 3 / 38، مسند أحمد: 1 / 199 الفضائل لأحمد: 1014، ابن حبان: 545، حلیة الأولیاء لأبی نعیم: 1 / 65، أخبار إصبهان: 1 / 45، تاریخ ابن عساكر: 12 / 215).

    وكان المشركون إذا أبصروا علیاً فی الحرب عهد بعضهم إلی بعض. وهو الّذی ركز الرایة فی أصل الحصن یوم الأحزاب، وهو الّذی قال فیه رسول اللَّه صلی الله علیه وآله فی غزوة الحدیبیة فی حدیث طویل:... لتنتهینّ یا معشر قریش، أو لیبعثنّ اللَّه علیكم رجلاً امتحن اللَّه قلبه بالإیمان یضرب رقابكم علی الدین. فقال بعضهم: من هو یا رسول اللَّه؟ قال: خاصف النعل فی الحجرة، فتبادروا إلیها لیعرفوا من هو، فإذا هو أمیر المؤمنین علیه السلام. (سنن الترمذی: 5 / 298 ح 3799، الفضائل لأحمد: 2 / 649، مسند أحمد: 1 / 155، المستدرك للحاكم: 2 / 137).

    وهو الّذی قال فیه صلی الله علیه وآله: إنّ بینكم من یقاتل علی التأویل، كما قاتلت علی التنزیل. (جمع الفوائد: 1 / 324، مجمع الزوائد: 5 / 186، خصائص النسائی: 40 و 166). ولذا قال الإمام الشافعی: أخذ المسلمون السیرة فی قتال المشركین من رسول اللَّه صلی الله علیه وآله. وأخذوا السیرة فی قتال البغاة من علیّ علیه السلام. (شرح النهج لابن أبی الحدید: 9 / 231 نقلاً عن كتاب الاُم للشافعی: 4 / 233 باب الخلاف فی قتال أهل البغی).

    ولسنا بصدد بیان مانزل من القرآن الكریم فی حقه علیه السلام، وبیان ما قاله صلی الله علیه وآله فی شجاعته. ومن أراد فلیراجع المصادر التاریخیة بدءً ببدر واُحد وخیبر وحنین. فهوعلیه السلام الّذی تصدّی لصنادید قریش وسادات بنی اُمیة وقتلهم.

    انظر مناقب علیّ بن أبی طالب لابن المغازلی: 65 ح 93 و 84 ح 120 و 125 و ص 104 ح 146 و 147، المناقب للخوارزمی الحنفی: 72 و 106 و 111 و 235، تاریخ ابن عساكر: 1 / 74 و 76 و 121 ح 121- 124 و126، و: 2/257 ح 773 و 774 و 476 ح 996 و 997، كفایة الطالب للكنجی الشافعی:187 و 221 ط الحیدریة، ینابیع المودّة للقندوزی الحنفی 72 و 81 و 185 و 234 و 250 و 284 ط اسلامبول، فتح الملك العلی: 57 ط الحیدریة، إسعاف الراغبین بهامش نور الأبصار ص 158 ط السعیدیة، الصواعق المحرقة: 123 ط الحیدریة.

    وانظر أیضاً مطالب السؤول لابن طلحة الشافعی: 31 ط طهران، میزان الاعتدال للذهبی: 1 / 110، و: 3 / 324 ط بیروت.

    الجامع الصغیر للسیوطی الشافعی: 2 / 140 ط مصطفی محمّد، منتخب كنز العمّال بهامش مسند أحمد: 5 / 29 و 30 و 33 و 34، إحقاق الحقّ: 4 / 234، و: 6 / 6 و11 و 29 ط طهران، فرائد السطمین: 1 / 157 و 143 ح 119 و 151، المعجم الصغیر للطبرانی: 2 / 88، نظم درر السمطین للزرندی الحنفی: 114، مجمع الزوائد: 9 / 121، و: 6 / 102 و 125، اُسد الغابة: 1 / 69، و: 3 / 116 و: 5 / 287، فضائل الخمسة: 2 / 100، الریاض النضرة: 2 / 204 و 234، ذخائر العقبی : 56 و 68 و 70، السیرة الحلبیة لبرهان الدین الحلبی الشافعی: 1 / 380، شرح النهج لابن أبی الحدید: 3 / 261، و: 7 / 219 و 10 / 182 و 14 / 250 و 252، و: 13 / 228 تحقیق محمّد أبو الفضل، الاستیعاب لابن عبدالبرّ مطبوع بهامش الإصابة: 4 / 170، فرائد السمطین للحموینی: 1 / 39 و 40 و 156 و 234.

    وانظر كذلك لسان المیزان لابن حجر العسقلانی الشافعی: 2 / 414، البیان والتعریف لابن حمزة الحنفی: 2 / 110، درر بحر المناقب لابن حسنویه الحنفی: 99 مخطوط، الأربعون لأبی الفوارس: 49 مخطوط، رسالة النقض علی العثمانیة للإسكافی: 290، أرجح المطالب للشیخ عبیداللَّه الحنفی: 447، مفتاح النجا للبدخشی: 21 مخطوط، انتهاء الأفهام: 74، الإصابة: 4 / 171، كشف الیقین: 84، الإرشاد للشیخ المفید: 41 و 43 و 57، مسند أحمد بن حنبل: 1 / 199، و: 3 / 82، ربیع الأبرار للزمخشری: 1 / 833، شرح دیوان أمیر المؤمنین علیه السلام للمیر حسین المیبدی: 174 مخطوط، معارج النبوّة للكاشفی الركن الرابع: 107 ط لكنهو، مدارج النبوّة للدهلوی: 168 ط لكنهو، دلائل الصدق: 2 / 530، كشف المراد: 396.

    وانظر أیضاً كشف الغمّة: 1 / 226 و 268 و 269 و 245، الغدیر: 7 / 208- 212، تاریخ الطبری: 2 / 187 و 232 و 344 و 345، المعیار والموازنة: 91، تاریخ الخلفاء: 167، الطبقات الكبری لابن سعد: 2/8 و 9 و 29 و 31 و 49 و 58 و 74 و 106، شرح المقاصد للتفتازانی: 2/220، تاریخ الإسلام للذهبی: 3 / 408 و 409 و 410، تلخیص المستدرك للذهبی: 3 / 32، نور الأبصار للشبلنجی: 79، تاریخ بغداد: 13/19، معجم المؤلّفین: 13/52، الأعلام للزركلی: 7 / 333، الصراط المستقیم للبیاضی: 2 / 1، العمدة لابن البطریق: 226، مصنف ابن أبی شیبة: 12 / 64 ح 12131، دلائل النبوّة للبیهقی: 6 / 435. وكلّها تتلخّص فی قوله صلی الله علیه وآله له علیه السلام: برز الإسلام كلّه إلی الشرك كلّه. (شرح النهج لابن أبی الحدید: 19 / 61) فی غزوة الخندق وبروزه لعمرو بن ودّ العامری. ولذا قالت اخت عمرو فی رثائها له:


    لو كان قاتل عمروٍ غیر قاتله
    بكیتهُ أبداً مادمت فی الأبد


    لكن قاتله من لا نظیر له
    وكان یُدعی أبوه بیضة البلد.

  18. قال الجاحظ: اجتمعت الاُمّة علی أنّ الصحابة كانوا یأخذون العلم من أربعة: علیّ وابن عباس وابن مسعود وزید بن ثابت. ولسنا بصدد مناقشة الجاحظ لأنّ الأئمّة من قریش. وهذا أیضاً أجمعوا علیه وابن عباس تلمیذ علیّ علیه السلام ولا شكّ ولا ریب أنّ جمیع الصحابة كانوا یرجعون إلیه علیه السلام فی الأحكام ویتعلّمون الفتاوی منه، ویلتجئون إلیه فی حلّ المعضلات. قال الشیخ المظفّر رحمه الله: لا شكّ فی رجوعهم إلیه واستفتائهم منه، لا سیّما فی غوامض المسائل الّتی لا یهتدون إلیها سبیلاً، ولا یعرفون لها عند أحد مخرجاً. (دلائل الصدق: 2 / 257). وقال سعید بن المسیّب: سمعت عمر بن الخطّاب یقول: اللّهمّ لا تبقنی لمعضلةٍ لیس لها علیّ بن أبی طالب حیّاً. (المناقب للخوارزمی: 51). وهو الّذی كان یقول: أسألونی قبل ان تفقدونی. (ینابیعِ المودّة: 1 / 65، تهذیب التهذیب: 338، فتح الباری: 8 / 485، تذكرة السبط: 25، فرائد السمطین: 1 / 341، مناقب الخوارزمی: 91).

    وقال فیه صلی الله علیه وآله: الحقّ مع علیّ وعلیّ مع الحقّ لنْ یفترقا حتّی یردا علیَّ الحوض. (تاریخ بغداد: 14 / 321، الإمامة والسیاسة: 1 / 78، فرائد السمطین: 1 / 177، المناقبِ لابن المغازلی: 117 و244، والمستدرك: 3 / 19 و 124).

    وها هو ابن عباس قیل له: أین علمُكَ من علم ابن عمّك علیّ؟ فقال: كنسبة قطرةٍ من المطرِ إلی البحر المحیط. رواه القندوزی فی ینابیع المودّة: 148 و 70 ط اسلامبول. وروی ذلك النبهانی فی الشرف المؤیّد: 58.

    ومن عجائبة الّتی تدلّ علی كمال علمه وغزارته الّتی لا تُحصی ولا تُعدّ، ولسنا بصدد ذكرها، ولكنّا نعطی نماذج:

    أ نّه كانت جاریة بین اثنین، وطئاها فی طهرٍ واحد، فحملت. فأشكل الحال- فترافعا إلیه، فحكم علیه السلام بالقرعة. فصوّبه رسول اللَّه صلی الله علیه وآله وقال: الحمد للَّه الّذی جعل فینا- أهل البیت- من یقضی علی سنن داود علیه السلام (یعنی: القضاء بالإلهام)، كما ذكره أحمد بن حنبل فی مسنده: 4 / 373.

    ومنها: أنّ بقرة قتلت حماراً، فترافع المالكان... فقال علیه السلام: إن كانت البقرة دخلت علی الحمار فی منامه فعلی ربّها قیمة الحمار لصاحبه، وإن كان الحمار دخل علی البقرة فی منامها فقتلته فلا غرم صاحبها. فقال رسول اللَّه صلی الله علیه وآله: لقد قضی علیّ بن أبی طالب بینكما بقضاء اللَّه عزّوجلّ.

    ومنها: أنّ امرأتین جاءتا إلیه، ومعهما طفل، ادّعته كلٌّ منهما، فوعظهما، فلم ترجعا. فقال: یا قنبر، ائتنی بالسیف، فقالت له إحداهما: ما تصنع به؟ فقال: أشقّه نصفین، وأعطی كلّ واحدة منكما نصفه، فرضیت إحداهما وصاحت الاُخری وقالت: یا أمیر المؤمنین إن كنت لابدّ فاعلاً فأعطها إیّاه، فعرف أ نّه ولدها، ولا شی ء للراضیة، فسلّمه إلیها، فرجعت مدّعیة الباطل إلی الحقّ.

    ومنها: أنّ امرأة ولدت ولداً له رأسان وبدنان علی حقوٍ واحد، فالتبس الأمر علیهم، فألتجأوا إلی أمیر المؤمنین علیه السلام، فقال: اعتبروه إذا نام، ثمّ أنبهوا أحد البدنین والرأسین، فإن انتبها جمیعاً معاً فی حالةٍ واحدة فهما إنسان واحد، وإن استیقظ أحدهما والآخر نائم فهما اثنان. وحقّهما من المیراث حقّ اثنین.

    هذا غیضٌ من فیض، لأ نّه علیه السلام عیبة علمه صلی الله علیه وآله، كما ورد فی الحدیث الشریف عن اُمّ سلمة رضی اللَّه عنها.

    وهو الّذی قال فیه صلی الله علیه وآله: قُسِّمت الحكمة علی عشرة أجزاء، فاُعطی علیّ بن أبی طالب منها تسعة والناس جزءً واحداً. (انظر المناقب لابن المغازلی: 82 ح 123 و 85 ح 126 و 87 ح 129، فرائد السمطین: 1 / 99 ح 68، سنن الترمذی: 5 / 301 ح 3807). وهو الّذی قال فیه صلی الله علیه وآله: أنا مدینة العلم وعلیّ بابها. أو: أنا دار الحكمة وعلیّ بابها، فمن أراد العلم فلیأت الباب (مسند أحمد: 1 / 140 و 154).

    وكتب الأخبار والتاریخ والاُصول الأربعة مشحونة بقضایاه علیه السلام وغرائب حُكمه. وبدءً من تنبیهه للخلیفة الثانی عمربن الخطّاب لمّا أراد رجم المجنونة فصفح عنها، وكذلك ترك الحدّ علی الحامل. وتكرار حادثة المرأة الّتی ولدت فی ستة أشهر وقال علیه السلام: لیس ذلك علیها. (المناقب للخوارزمی: 95 ح 65 و 81 و 94). (یعنی لمّا أراد عثمان أن یرجمها).

    ومن أراد أن ینظر فی عجائبه علیه السلام فلینظر المصادر التالیة: مناقب الخوارزمی: 38 و 39 و 40 و 41 و 43 و 44 و 46 و 47 و 48 و 52 و 66 و 76 و 77 و 87 و 102 و 105 و 106 و 110 و 111 و 211، مستدرك الحاكم: 3 / 32 و 107 و 124 و 129 و 126 و 135. الریاض النضرة: 2 / 193 و 194 و 195 و 198 و 217 و 218، شرح النهج لابن أبی الحدید: 9 / 96 و 280، 497، و: 3 / 73، و: 4 / 75، و: 10 / 14 و15، و: 2 / 17 و 149 و 217 و 291 و 292 و 294، الاستیعاب: 2 / 462، و:3 / 1103، قضاء أمیر المؤمنین للتستری: 33 و 47 و 115 و 165 عن الإرشاد للشیخ المفید: 107 و 113- 115 و 131 و 166 و 170 و 174، إحقاق الحقّ: 8 / 49 و 86 و 88 و 92، الإصابة: 1 / 270، مسند أحمد بن حنبل: 4 / 373 و 647، و: 1 / 104 و 140 و 154. موطّأ مالك بن أنس: كتاب الحدود 176، الصراط المستقیم للبیاضی: 2 / 13 و 35 و 36، تهذیب التهذیب: 1 / 337 و 7 / 338، الصواعق المحرقة: 76، تلخیص الشافی للشیخ الطوسی: 1 / 114 و 118 و 243، و: 2 / 9 و: 3 / 187.

    وانظر أیضاً خلاصة عبقات الأنوار: 3 / 189 و 190، نور الأبصار: 74، أرجح المطالب: 121 و 124 و 661، المناقب لابن شهرآشوب: 2 / 279، اُسد الغابة:4 / 22 و 5 / 579، البدایة والنهایة لابن كثیر: 7 / 296 و 306، تفسیر الطبری: 29 / 35، ذخائر العقبی : 80 و 82 و 83 و 86 و 87 و 88 و 89، المناقب لابن المغازلی: 212، میزان الاعتدال: 4 / 99، و: 2 / 67، تذكرة الخواصّ: 54، لسان المیزان: 6 / 24، صحیح البخاری: كتاب المحاربین، كنز العمّال: 6 / 241 و 396 و 398 و 401، و: 3 / 95 و 227، فرائد السمطین للحموینی: 1 / 331 و 350، سنن الدارقطنی: 346، فتح الباری: 13 / 230، و: 15 / 131، تفسیر ابن كثیر: 1 / 5، الخازن فی تفسیره: 4 / 374، الزمخشری فی الكشّاف: 3 / 253، القرطبی فی تفسیره: 1 / 29، فضائل الصحابة فی مسند أحمد، المناوی فی فیض القدیر: 4 / 356، مطالب السؤول: 13، سنن البیهقی: 7 / 442، بناء المقالة الفاطمیة: 174 و 175... الخ، وكشف الیقین: 65 و 66... الخ، تاریخ الطبری: 3 / 543 و 547 سنة 36، مروج الذهب للمسعودی: 2 / 371.

  19. إشارة إلی قوله صلی الله علیه وآله: إن علیاً سیّد المرسلین، وإمام المتّقین، وقائد الغرّ المحجّلین. (العمدة لابن البطریق: 356، المناقب لابن المغازلی: 104، المستدرك الحاكم: 3 / 137، كنز العمّال: 6 / 157، الإصابة لابن حجر: 1 / 33، اُسد الغابة لابن الأثیر: 1 / 69، و: 3 / 116، الریاض النضرة للمحبّ الطبری: 2 / 177، مجمع الزوائد للهیثمی: 9 / 121، حلیة الأولیاء لأبی نعیم: 1 / 66 و 63).

    وقوله صلی الله علیه وآله لعائشة: یا عائشة إذا سرّكِ أن تنظری إلی سیّد العرب فانظری إلی علیّ بن أبی طالب. (المناقب لابن المغازلی: 213، تاریخ الخطیب البغدادی: 11 / 89، كنز العمّال: 6 / 157، و: 6 / 400، حلیة الأولیاء: 5 / 38، المستدرك الحاكم: 3 / 124، مجمع الزوائد: 9 / 116، الصواعق المحرقة لابن حجر: 73، حلیة الأولیاء لأبی نعیم: 1 / 63، الریاض النضرة: 2 / 177). ولأنه صلی الله علیه وآله قال: خیر العرب مضر، وخیر مضر بنو عبد مناف، وخیر بنی عبد مناف بنو هاشم (السیرة الحلبیة: 1 / 4- 11).

    وقال صلی الله علیه وآله: إنّ اللَّه قسم الأرض إلی قسمین، فجعلنی فی خیرهما قسماً، ثمّ قسّم النصف إلی أثلاث، فكنت فی خیرهما ثلثاً، ثمّ اختار العرب من هذا الثلث. ثمّ اختار قریشاً من العرب، ثمّ اختار بنی هاشم من قریش، ثمّ اختار بنی عبدالمطّلب من بنی هاشم، ثمّ اختارنی من بنی عبدالمطّلب. (طبقات ابن سعد: 1 / 20، فتح القدیر للشوكانی: 4 / 280). وقوله صلی الله علیه وآله عندما سئل: مَن سیّد العرب؟ قالوا: أنت یا رسول اللَّه قال: أنا سیّد ولد آدم وعلیّ سیّد العرب. (مجمع الزوائد: 2 / 212 مناقب علیّ علیه السلام، و: 9 / 116، كنز الحقائق: 46 و 57 و 85 و 203142، المستدرك علی الصحیحین: 3 / 124، كنز العمّال: 11 / 618 و 619، و: 12 / 97 ح 3309 و 33006 و 34162، و: 13 / 145، و: 9 / 116 ح 36456، مودّة القربی : 16).

  20. فی (أ): الأخیار.
  21. فی (أ): التفكیر.
  22. وفی (ج): یستعرض.
  23. وفی (د): فیحمله.
  24. الاُمة الإسلامیة اُمة واحدة وإن تعددت مذاهبها، تجتمع حول عقیدة واحدة، ولكن لا أدری لماذا هذا المزج بین الحق والباطل بمجرّد تقدیم أو مدح أو إطراء لأهل البیت ینسب صاحب عقیدة التوحید إلی الترفّض وهو اللغز الّذی یطلق علی الشیعة المتمسكین بولاء أهل البیت علیهم السلام وحبّهم والانحیاز لهم استناداً إلی أحادیث نبویة وردت عنه صلی الله علیه وآله وتحثّ علی حبّ آل البیت والسیر علی هداهم، ولم یكن یطلق هذا اللفظ إلّا علی طائفة من الصحابة كانت شدیدة الاتصال بعلی علیه السلام كعمّار وسلمان و المقداد. أمّا انحراف مرضی فی التفكیر والتعقل یدخل فی باب الهوس الدینی فنحن لسنا بصدد مناقشته ولسنا مدافعین عن صاحب هذا الكتاب وغیره كالإمام الشافعی عند ما یُتهم بالترفض. ولكن نقول: تبّاً لتلك العصبیة الجاهلیة فإنّها الداء الوبیل الّذی یجعل الكبار والفحول الأبطال أقزاماً صغاراً. ونتمثّل بقول السیّد العلّامة الشهیر والمصلح الكبیر- الّذی هو أحد روّاد التقریب- الأمینیّ رحمه الله حینما یقول فی ردّه علی السبكی:


    لا تتّبع كُلّ من أبدی تعصّبه
    لرأیه نصرة منه لمذهبه


    بالرفض یرمی ولیّ الطُهر حیدرةٌ
    وذاك یُعرِبُ عن أقصی تنصّبه


    كن دائماً لدلیل الحقّ متّبعاً
    لا للذی قاله الآباء وانتبه


    إنّ السبابَ سلاح العاجزین وبالبر
    هان- إن كان- یبدو كلّ مشتبه


    والشتم لا یلحق المشتوم تبعته
    لكنّه عائدٌ فی وجهِ صاحبه


    (أعیان الشیعة: 5 / 398)

    ومع شدید الأسف نری كیف یطلق خصوم الشیعة لفظ «الرافضة» علیهم من أجل الاستهانه بهم وتحقیرهم، وذلك كما قلنا بسبب ولائهم لأهل البیت واعتقادهم بإمامتهم، ولكن السؤال الّذی یطرح نفسه هو: هل أنّ من یوالی علیاً وأهل بیته ویتمسّك بهم یعتبر رافضیاً؟ فإذا كان كذلك فهو نِعم الاسم لأ نّهم بیت النبوّة، ونحن كما قال الإمام جعفر بن محمّد علیه السلام إنّ سبعین رجلاً من عسكر فرعون رفضوا فرعون فآتوا موسی علیه السلام فلم یكن فی قوم موسی أحد أشدّ اجتهاداً وأشدّ حبّاً لهارون منهم، فسمَّاهم قوم موسی الرافضة، فأوحی اللَّه تعالی إلی موسی علیه السلام أن أثبت لهم هذا الاسم فی التوراة فإنی نحلتهم، وذلك اسم قد نحلكموه اللَّه (سفینة البحار: 3 / 384). فنحن أیضاً نتمسك بهارون محمدٍ صلی الله علیه وآله وهو علیّ علیه السلام كما قال له صلی الله علیه وآله: أنت منّی یمنزله هارون من موسی إلّا أ نّه لا نبیّ بعدی.

    ومن أعجب العجائب أنّ طائفةً بل طوائف من المسلمین یعدّون أنفسهم من اُمّة محمدٍ صلی الله علیه وآله یرمون ویتّهمون ویشتمون ویسبّون طائفةً اُخری أیضاً من المسلمین بالضلال والكفر دون رویةٍ وتفكیرٍ ودون وازعٍ دینی أو ضمیرٍ إنسانی.

  25. هو الإمام شمس الدین محمّد بن عزّ الدین أبی المظفّر یوسف بن الحسن بن محمّد بن محمود بن الحسن الأنصاری الحنفی الزرندی. وما ورد فی نسخة ب الراوندی فهو تصحیف أو خطأ من النسّاخ. ولد بالمدینة المنورة سنة (693 ه)، ثمّ انتقل إلی شیراز بدعوة السلطان أبی إسحاق ابن الملك الشهید شرف الدین محمود شاه الأنصاری، وتصدّی لمنصب فی شیراز، ومات فیها عام (750 ه) ودُفن فیها. (انظر الدرر الكامنة: 4 / 195، شذرات الذهب: 6 / 281، العبقات: 8 / 169، كشف الظنون: 1/488).
  26. عنوان كتابه «نظم درر السمطین فی فضائل المصطفی والمرتضی والبتول والسبطین» كما صرّح به المؤلّف نفسه: 11. وقیل: دور السمطین فی فضائل المصطفی والمرتضی والبتول (راجع كشف الظنون: 1 / 488، منتخب المختار للسلامی: 210).
  27. هو إمام المذهب الشافعی محمّد بن إدریس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبید بن عبد یزید بن هاشم بن المطّلب، ولد بغزّة عام (150 ه) وتوفی بمصر عام (204 ه) وقیل (198 ه)، تتلمذ علی مالك فی المدینة وبقی عنده حتّی وفاته، ثمّ خرج إلی الیمن لیتولّی فیها بعض المناصب، ثمّ انتقل إلی بغداد وهناك بدأ ینشر مذهبه ورأیه. هو أحد كبار مفكّری العالم وأحد الائمة الأربعة بین فقهاء المسلمین، نشأ فی حجر اُمّه یتیماً وحُمل إلی مكة وهو ابن سنتین، وفیها نشأ وتلقی العلم. وحفظ موطّأ مالك، ثمّ سافر إلی المدینة، ثمّ رحل إلی العراق. وقال عنه أحمد بن حنبل: لولا الشافعی ما عرفنا فقه الحدیث. وقد عاش الشافعی مع مالك تسع سنوات، ولمّا مات مالك (179ه) عاد الشافعی إلی مكّة، ثمّ سافر إلی بحران ومنها إلی العراق، وأخیراً انتهی به المطاف إلی مصر سنه (199 ه). وقد ترك مؤلّفات كثیرة منها الاُمّ فی سبعة مجلّدات وفیه فقهه، والمسند فی الحدیث، وأحكام القرآن، والرسالة فی اُصول الفقه. وتوفی عام (204ه) عن أربع وخمسین سنة. (كتاب الشافعی للشیخ محمّد أبی زهرة بتصرّف).
  28. فی (ب، ج): قال لی.
  29. فی (ب): غیر.
  30. فی (ب، ج، د): الولی.
  31. فی (ب): بساكن.
  32. فی (ب، ج): الغایض.
  33. انظر نظم درر السمطین فی فضائل المصطفی والمرتضی والبتول والسبطین لجمال الدین محمّد بن یوسف بن الحسن بن محمّد الزرندی الحنفی المدنی: 110 و 111، حلیة الأولیاء لأبی نعیم: 9 / 652 و 152 ط بیروت، الصواعق لابن حجر: 131 و 79 وفی طبعة اُخری: 79 و 178 وطبعة ثالثة: 108، نور الأبصار للشبلنجی: 115 و 127، دیوان الشافعی الطبعة الثالثة بیروت: 55، دلیل فقه الشافعی: 11 ط جامعة طهران، النصائح الكافیة لمن یتولّی معاویة لمحمد بن یحیی العلوی، الكنی والألقاب ترجمة حیاة الشافعی، ابن حجر العسقلانی فی تعلیقاته علی فردوس الأخبار للدّیلمی: 5 / 410، فرائد السمطین: 1 / 135 ح 98 و 423 و 424، وذكرها أیضاً ابن حجر فی الصواعق المحرقة: 131، 178 وفی طبعه اُخری: 79 و 108 باختلافٍ وزیادة و 423 و 424.
  34. هو تاج الدین أبو نصر عبدالوهاب بن قاضی القضاة تقی الدین أبی الحسن علیّ بن زین الدین أبی محمّد عبدالكافی بن ضیاء الدین أبی الحسن علیّ بن تمام بن یوسف بن موسی بن تمام السبكی، ولد بمصر عام (727 ه- 771 ه). (انظر ترجمته فی كتابه «طبقات الشافعیة الكبری: 1 / 5 تحقیق محمود محمّد الطناحی وعبدالفتاح محمّد الحلو الطبعة الاُولی بمصر، وانظر: 9 / 35 تجد ما حكاه فی طبقاته الكبری).
  35. هو الحافظ الإمام شیخ الإسلام، أبو عبدالرحمن أحمد بن شعیب بن علیّ بن بحر بن سنان بن دینار النَسائی (214- 303 ه) أو (215- 300 ه) ولد فی مدینة «نَساء» بخراسان وتوفّی فی فلسطین، وقیل فی مكة، ویُعدّ صحیحه بعد صحیح البخاری ومسلم. كان إمام أهل عصره فی الحدیث، تفرّد بالمعرفة وعلوّ الإسناد، واستوطن مصر مدّةً، وكان یصوم یوماً ویفطر یوماً، ویجتهد فی العبادة لیلاً. وخرج آخر عمره حاجّاً وبلغ دمشق، وصنّف فیها كتاب الخصائص فی فضل علیّ وأهل بیته علیهم السلام فانكروا علیه ذلك، فمازالوا یدفعون فی خصییه وداسوه حتّی اُخرج من المسجد وحمل إلی الرملة، ومات بسبب الدوس، وهو منقول، ولذا قال عنه الدارقطنی: امتُحِنَ بدمشق وأدرك الشهادة وكان ذلك سنة 303 ه(انظر ترجمته فی تذكرة الحفّاظ: 698، وفیات الأعیان: 1 / 59 و 71، سیر أعلام النبلاء: 14 / 125 و 129، كتابه الخصائص: 9 فی المقدّمة تحقیق أحمد میرین البلوشی مكتبة المعلّی- الكویت، البدایة والنهایة: 11 / 123، المختصر فی أخبار البشر: 3 / 86، الحاكم فی معرفة علوم الحدیث: 82، الأنساب للسمعانی: 559، معجم البلدان لیاقوت الحموی: 5 / 82).
  36. وقیل له: ألا تُخرجُ فضائل معاویة؟ فقال: أیّ شی ء اُخرج؟ حدیث اللّهمّ لا تشبع بطنه؟ فسكت السائل. وسئل أیضاً عن معاویة وما جاء من فضائله، فقال: ألا یرضی رأساً برأس حتّی یُفضل. (انظر معالم المدرستین للعلّامة السیّد مرتضی العسكری: 1 / 43 نقلاً عن الدارقطنی الحافظ الشهیر الّذی قال عنه الذهبی بأنه حافظ مشهور وصاحب تصانیف... وذكره الحاكم فقال: صار أوحد عصره فی الحفظ والفهم والورع وإماماً فی القرّاء والنحاة... وقال الخطیب: كان فرید عصره وفزیع دهره، ونسیج وحده، وإمام وقته... وقال القاضی أبو الطیّب الطبری: الدارقطنی أمیر المؤمنین فی الحدیث. (انظر العبر: 3 / 28، البدایة والنهایة: 11 / 317). علیّ بن عمر بن أحمد بن مهدی أبو الحسن الدارقطنی البغدادی (306- 385 ه). ولد وتوفی ببغداد، وقد رحل منها إلی مصر وألّف هناك مسند فاطمة علیها السلام. ومن تصانیفه غریب اللغة والتصحیف فی اللغة والجرح والتعدیل والعلل فی الحدیث والقراءات والمختلف والمؤتلف فی الرجال وغیرها.
  37. فی (د): فدفعوا فی حضنه.
  38. هو الحافظ شمس الدین أبو عبداللَّه محمّد بن أحمد بن عثمان بن قایماز التركمانی المصری الشافعی الذهبی (673 ه- 748 ه). (مقدّمة كتابه «میزان الاعتدال» تحقیق علیّ محمّد البجاوی: 1 ط دار الفكر)، وهو أعرف من أن یعرّف، فهو إمام المتأخرین فی التواریخ والسِیر والحجّة عندهم فی الجرح والتعدیل. انظر ترجمته فی مقدّمة كتابه «میزان الاعتدال»: ج 1 تحقیق علیّ محمّد البجاوی ط دار الفكر، الدرر الكامنة: 3 / 336، الوافی بالوفیات: 2 / 163 و370، طبقات الشافعیة: 5 / 216، البدر الطالع: 2 / 110، شذرات الذهب: 6 / 153، النجوم الزاهرة: 10 / 182، طبقات القرّاء: 2 / 71).
  39. هو مسلم بن الحجّاج بن مسلم القشیری النیسابوری أبو الحسن (204- 261 ه) حافظ من أئمة الحدیث، ولد بنیسابور، ثمّ رحل إلی الحجاز ومصر والشام والعراق وتوفی بنیسابور، ومن أشهر كتبه «صحیح مسلم» جمع فیه اثنی عشر ألف حدیث، وهو أحد الصحیحین المعوّل علیهما عند أهل السنّة، وقد شرحه كثیرون. ومن كتبه أیضاً «المسند الكبیر» و «الجامع» و «الكُنی والأسماء». (انظر ترجمته فی الأعلام للزركلی: 7 / 221).
  40. أبو علیّ الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد. (انظر طبقات الشافعیة: 4 / 16).
  41. انظر المصدر السابق.
  42. هو أبو بكر أحمد بن الحسین بن علیّ بن عبداللَّه الحافظ البیهقی المتوفی سنة (458 ه) كان أوحد زمانه فی الحدیث والفقه- وله تصانیف كثیرة، جمع نصوص الإمام الشافعی فی عشرة مجلّدات ومات فی نیسابور. (انظر ترجمته فی شذرات الذهب: 3 / 304، طبقات الشافعیة: 4 / 168، العبر: 3 / 342، النجوم الزاهرة: 5 / 77، وفیات الأعیان: 1 / 57- 58، تذكرة الحفّاظ: 3 / 309).
  43. من الجدیر ذكره أنّ السائل هو الربیع بن سلمان، حیث قال: قلت للشافعی: إن هاهنا قوماً لا یصبرون علی سماع فضیلة لأهل البیت، فإذا أراد أحد أن یذكرها یقولون: هذا رافضی، قال: فأنشأ الشافعی یقول... (انظر فرائد السمطین: 1 / 98 و 135 و 423 و 424).
  44. فی (ب): عن ذلك.
  45. انظر نظم درر السمطین فی فضائل المصطفی والمرتضی والبتول والسبطین لجمال الدین محمّد بن یوسف الزرندی: 111، ابن حجر فی تعلیقاته علی فردوس الأخبار للدیلمی: 5 / 410، فرائد السمطین: 1 / 135 و 423 و 424، دیوان الشافعی: 55 الطبعة الثالثة بیروت، دلیل فقه الشافعی: 11 ط جامعة طهران، النصائح الكافیة لمن یتولی معاویة لمحمد بن یحیی العلوی، الكنی والألقاب: ترجمة حیاة الشافعی، الصواعق المحرقة لابن حجر: و 79 و 108 و 131 و 178، حلیة الأولیاء لأبی نعیم: 9 / 652 و 152 ط بیروت، نور الأبصار: 115 و 127.
  46. فی (د): نذكر.
  47. وفی نسخةٍ اُخری: وقال.
  48. فی (ج): هذا.